ظلل "الحنين الموريسكي" تظاهرة "تقاسيم ومواويل" في نسختها الرابعة،التي كرمت بالمناسبة عميد الصحافة الإذاعية المغربية محمد بنددوش . أحد عشر موسيقيا مغربيا يتقدمهم عازف العود ناصر الهواري وثلاثة عازفين إسبان يتقدمهم عازف القيثارة شابي بينيدا. تزاوجت موسيقاهم أمس على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. بدءا،تم عزف وأداء موشحات عربية أصيلة ثم موشحات باللغة الإسبانية قبل أن يتم دمج الأشكال الموسيقية جميعها،مما أضفى رونقا خاصا على المعزوفات التي تراوحت بين البطء وكأنها تعكس تباريح الفراق،والمرح الذي واكب سرعة الإيقاعات وخفتها. واعتبر شابي بينيدا أن "صنفي الموسيقى العربية والإسبانية يندمجان بسهولة لوجود جذور مشتركة،فضلا عن غنى الارتجال الذي يفسح المجال أمام كل فرد من المجموعة لإظهار إمكانياته وقدرته على الإبداع،بعد الاتفاق طبعا على أرضية موسيقية واحدة". وعن سؤال حول جدوى الموسيقى،قال بينيدا،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،"الموسيقى تصلح للحب،لمحو الحزن،لإضفاء الحزن،إن كل موسيقى تثير المشاعر والانفعالات هي موسيقى جيدة". أدى ماتياس لوبيث أغاني فلامينكو وأدمج في معزوفاته موسيقى عربية في انسجام جميل تداخلت فيه الآلات الموسيقية لرفيقيه ماتياس لوبيث إيكسبوسيطو (صوت وقيثارة) ومانويل لوك بيريث (إيقاع) قبل أداء مقطوعة موسومة ب "حنين موريسكي" هزت المشاعر برقتها وصخبها في آن. وقبلها،عزفت مجموعة ناصر هواري موشحات أندلسية،غناها المنشد عبد السلام الخلوفي من قبيل "قل للمليحة في الخمار الأسود" و"قدك المياس ياعمري" و"الليل يا ليلى يعاتبني" ورافقه كل من الفنانين نبيل أقبيب (كمان) ومحمد رشدي لمفرج (القانون) وسعيد النوير (الناي) وعبد العلي الروداني (كمان جهير الصوت) ومحمد بنعبد الله (الدف) ومحجوب باشا (آلات إيقاع). وفي تعريف ناصر هواري للتقاسيم،قال إنها نوع من الارتجال الآلي،يتناول فيها العازف منفردا مقامات عديدة بتقنيات عالية،تعزف آنيا،وتظهر مهارة الفنان وإلمامه بالمقامات والسلالم الموسيقية،وكذا مدى قدرته على إبداع جمل وأنغام موسيقية متناسقة تطرب المستمع،في حين أن "مواويل" نوع من الارتجال الصوتي يخضع لنفس قالب التقاسيم. وأضاف الفنان هواري،في تصريح مماثل للوكالة،أن تظاهرة "تقاسيم ومواويل" تهدف إلى التعريف بهذا النوع من العزف والغناء الموسيقي وإلى إبراز طاقات فنانين مرموقين ومتألقين في هذا المجال،أدوا تقاسيم على آلات عربية أصيلة،ومواويل تطرب المستمع. يشار إلى أن ناصر هواري،المزداد بالرباط عام 1975،شارك في عدة مهرجانات وطنية ودولية منها المهرجان الدولي للآلات الوترية (2001-2002-2003)،ومهرجان القيثارة الإيبيروأمريكي (2002) ومهرجان الجاز بالأوداية (2002) ومهرجان موازين بالرباط (2003،2008,2007,2006) والمهرجان الدولي للجامعة الموسيقية بمراكش (2005) والدورة السابعة للمهرجان الدولي للعود بتطوان (2005) وعام الفلامينكو بقرطبة (إسبانيا،2006). كما عزف مع موسيقيين عالميين سواء كانوا من آسيا أم أوروبا أو أمريكا فضلا عن الاشتغال مع مجموعات موسيقية سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وأصدر هواري،الحائز على جوائز عدة آخرها جائزة "زرياب المهارة" (2009)،ثلاثة ألبومات هي "تقاسيم على العود" (2002) و"أحلام" (2003) و"ذكريات" (2006). وفي إطار تكريم قيدوم الإذاعيين المغاربة محمد بنددوش،تم عرض مقطع صوتي له،سنة 1955،يصف فيه تدفق الجماهير من مختلف مناطق المغرب،إلى المشور السعيد لتحية جلالة المغفور له محمد الخامس . وتسلم محمد بنددوش ،المزداد عام 1929 والذي التحق بالإذاعة عام 1952 قبل أن يتحمل فيها عدة مسؤوليات،درعا تكريميا ولوحة تذكارية.