أسدل الستار أخيرا على فعاليات المهرجان الدولي الحادي عشر للعود بتطوان، بمسرح إسبانيول على إيقاع معزوفات شيقة للفنان وعازف العود اليمني الشهير أحمد فتحي الذي رافقته دعاء عبد ربه عازفة على آلة الفلوت من مصر ومحمد الخليفي من المغرب. **************** عرف حفل الاختتام أيضا معزوفات على آلة العود لكل من ثلاثي الطرب المغربي ناصر هواري والتهامي بالحوات ومحمد بن عبد الله، ومعزوفات للثنائي المغربي خالد بدوي وخالد إصباح كثنائي موسيقي يجمع بين العود والقيثارة في حلة جديدة وأسلوب موسيقي متميز تضفي فيه هذه الأخيرة لمساتها الغربية وسحرها الأندلسي على فسيفساء الموسيقى العربية. وقد تميزت هذه الدورة من مهرجان العود بتطوان، التي تفتتح العقد الثاني من مساره الفريد حيث مرت عليه عشر سنوات تميزت بمشاركات غنية ومكثفة لمبدعين على آلة العود من كل أرجاء العالم تموقع خلالها المهرجان كتقليد سنوي جميل في خريطة المهرجانات الفنية الراقية، حيث اكتسب جمهورا متميزا من عشاق الفن الجميل والأصيل، بمعزوفات موسيقية متنوعة للثلاثي إيدواردو بانياغو وفيليبي سانتشيش ووفير شيخ الدين من إسبانيا والسودان الذين حاولوا من خلال برنامجهم الفني إبراز خاصيات العود العربي الأندلسي وتطوره إلى عود الموديخار وعود التروبادور بإسبانيا، وظهور القيثارة الباروكية الموازية لفترة رحيل الموريسكيين إلى شمال افريقيا المتزامنة مع تحول القيثارة الباروكية في العصور الوسطى بأوربا، وللثنائي يانيس بابيوانو وفرانكو موليناري من إيطاليا واليونان، إضافة إلى مشاركة متميزة لمجموعة الوتر السابع للموسيقى التي تجمع عازفين من سوريا والأردن: حسن سبسي وطارق صالحية وناصر سلامة. وكان حفل الافتتاح قد عرف تكريم وزارة الثقافة لمبدع أغنية نداء المسيرة الموسيقار المغربي عبد الله عصامي، بحضور الكاتب العام لوزارة الثقافة ووالي ولاية تطوان، اعترافا لمسارات كبار الموسيقيين المغاربة الذين يعد عبد الله عصامي واحدا منهم وفنانا بكل المقاييس، ما أعطى للدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للعود بتطوان لمسة رائعة. كما عرف أيضا معزوفات موسيقية متنوعة ورائعة لكل من الفنان وعازف العود العراقي نصير شمة الذي يعتبر من أبرز الموسيقيين العرب الذين برزوا بجدارة مع نهاية القرن العشرين، واستطاعوا أن يحققوا تراكما كميا ونوعيا من العزف المنفرد والتأليف الموسيقي، ولمجموعة الأندلس التي تجمع بين كل من طارق بانزي مؤلف يعزف على عدة آلات موسيقية من مواليد تطوان وجوليا بانري وشارلي بشارات، وهذه المجموعة هي ثمرة لقاء بين الشرق والغرب كأصوات متعددة أمريكية أوروبية مغربية وفلسطينية،تتحاور في انسجام وتوحد لتنسج إبداعا في غاية الاتقان يلف المستمع في فضاء من الهدوء والسكينة، تجاوب معها الجمهور والحاضر بكثافة في هذه الدورة بفعالية وانتظام.