تعزف وعد بوحسون على العود بالمجموعة الموسيقية الكلاسيكية العربية بمعهد الموسيقى بدمشق. غير أن هذه الموسيقية الشابة تمتاز أيضا بجمالية استثنائية في الصوت. ظهرت لأول مرة برصانة وتميز في سنة 2004 في المهرجان التاسع للمتخيل بباريس. وفي 2005 عادت إلى فرنسا لتغني بقوة مؤثرة رفقة عازف العود الشهير (محمد قدري دلال) وفرقته الموسيقية الكلاسيكية العربية « أورنينا»، وكان ذلك خلال حفل موسيقي نظمه معهد العالم العربي ودار ثقافات العالم، ولمعت فيه هذه المغنية الشابة بأدائها الصوتي المتميز لمجموعة من الأغاني التقليدية والكلاسيكية التي وسمت الفن الموسيقي العربي خلال القرن العشرين. وعند عودتها إلى سوريا توالت حفلاتها الموسيقية، خصوصا بدار الأوبرا بدمشق، وفي 2006 وجهت إليها الدعوة للمشاركة في مهرجان أصيلة ببلادنا ثم في مهرجان المدينة بتونس العاصمة، قبل أن تستأنف جولة فنية جديدة بفرنسا. وفي مارس 2008 ستقدم، في إطار حدث فني عالمي بأوديتوريوم اوبرا الباستيل بباريس، قصائد مغناة للمتصوفة الشهيرة رابعة العدوية مصحوبة بعازف الناي (قدسي إرغونر)، ومؤذن من اسطنبول وأحد الناقرين على الآلات الإيقاعية. بيد أن وعد بوحسون، التي زارت أخيرا تطوان وشاركت في مهرجان العود، لا تنفك تعزف بانتظام على عودها، داعية جمهورها إلى تأمل موسيقي يذكرنا بإبداع الفنان (منير بشير) الذي تمنت لو أنها تتلمذت على يديه. التقينا بوعد في تطوان، وأجرينا معها هذا الحوار: كيف جاء ولعك بآلة العود؟ آلة العود رافقتني منذ الصغر، وتحديدا عندما كان عمري 8 سنوات. كان أبي عاشقا لآلة العود، وهو الذي زرع في حبها . وفي حقيقة الأمر، أنا محظوظة حيث ترعرعت في وسط أسرة تعشق الطرب القديم، وكنت دائما مولعة بالعود، إذ أعتبره صديقي وهو، حقيقة، يعبر عن أفكاري من خلاله، ومن خلال الغناء أيضا. ماهي أفضل المعزوفات الموسيقية التي تجدينها أقرب إليك؟ معزوفات من الشيء الذي تعلمته في المعهد الموسيقي بدمشق، معزوفات أذربيدجانية، وتقاسيم على مقامات مختلفة. والواقع أن حضوري لتطوان عرفني أكثر على مدارس مختلفة بطرق العزف على العود من خلال مهرجانكم. وقد استمتعت، حقيقة، بالتنوع الموسيقي الموجود هناك، المدرسة التركية، والإيرانية، وحاولت ما أمكنني أن أتعلم قليلا العزف على العود بالطريقة الأندلسية المغربية، وقد قوبلت بحب من طرف الجميع الذين شجعوني على العزف، وهذا ظهر جيدا خلال الكونشرطو. ما رأيك، صراحة، وعد بوجود عازفات نساء على آلة العود اللواتي أبدين اهتماما كبيرا بهذه الآلة الموسيقية العريقة في السنوات الأخيرة؟ الحقيقة أن ثمة إقبالا على العزف على العود من طرف عازفات نساء أعرفهن شخصيا، وهناك من تعزفن على آلتي القانون والناي، وأعتقد أن الحظ يلعب لصالحهن في الوطن العربي، وهي بادرة حلوة. هناك عازفات في سوريا وتونس ومصر والمغرب، وأخيرا ظهرت عازفة من البحرين. شاركت في أكثر من مهرجان في المغرب. ماذا تمثل لك شخصيا هذه المشاركة الفنية؟ شاركت في مهرجان أصيلة، ومهرجان فاس للموسيقى الروحية والمهرجان الدولي للعود بتطوان. وأعتبر هذه المشاركة دعما لموسيقاي، ولفني، ولقد أحببت كثيرا مهرجان أصيلة كمهرجان ثقافي كبير، وأشكر جريدتكم على الاهتمام فدعم الفنان الملتزم إعلاميا شيء مهم جدا.