أسدل الستار، ليلة الأحد الماضي بمدينة تطوان، على المهرجان الدولي الحادي عشر للعود بتطوان بعد ثلاثة أيام من تقديم عروض موسيقية فنية في العزف على العود، شارك فيها أبرز عازفي العود العالميين. وكانت فعاليات المهرجان الدولي الحادي عشر للعود الذي تنظمه وزارة الثقافة قد انطلقت يوم الجمعة لتمتد إلى غاية يوم الأحد الماضي. وذكر المهدي الزواق، المندوب الجهوي لوزارة الثقافة بتطوان، أن الدورتين الأخيرتين ركزتا على تدبير الجهوية في تنظيم المهرجان، مضيفا أن هذا الحدث الفني يهدف إلى الانفتاح حول المحيط الذي تعيش فيه مدينة تطوان وعلى مكونات المجتمع المدني والطاقات الفنية بالمدينة. وعرف مهرجان هذه السنة حضور الفنان عبد الله عصامي، أحد أعمدة الموسيقى المغربية، والعازف العراقي نصير شمة، الذي يعد أحسن عازف للعود في العالم، والعازف التطواني طارق البانزي المستقر في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ثلاثي رفقة جوليا البانزي وشارل بشارات، بالإضافة إلى ثلاثي آخر من إسبانيا والسودان، وهم من المهتمين بالمجال الموسيقي التراثي. وأضاف المهدي الزواق، في كلمته خلال ندوة صحافية تم عقدها بمناسبة المهرجان، أن برنامج هذا الأخير عرف مشاركة عازف العود أحمد فتحي، في تجربة فريدة من نوعها، حيث قدم معزوفات موسيقية تجمع بين العود والناي، رفقة إيقاع الفنان محمد الخليفي. كما أنه لأول مرة تم تقديم ماستر كلاس للطلاب المهتمين بالعزف على آلة العود وذلك بالمعهد الموسيقي بتطوان مع الفنان خالد البدوي. واختار مهرجان تطوان الدولي للعود الموسيقار وعازف العود اليمني أحمد فتحي لإحياء حفل ختام المهرجان الأحد الأخير، حيث قدم في الحفل عزفا منفردا على العود لمجموعة من أشهر مقطوعاته مثل عدن وليالي سبأ وإلى روح يوسف شاهين وموسيقى أغنية بنت الشلبية الشهيرة للمطربة الكبيرة فيروز. كما قدم أحمد فتحي في الحفل المقطوعة الموسيقية الشهيرة «الحب والسلام» التي يرمز بها إلى الحوار بين الثقافات من خلال الحوار بين آلة العود الشرقية والفلوت الغربية وهي المرة الأولى في تاريخ الموسيقى التي يشترك فيها العود والفلوت في حوار موسيقي. وقدم فتحي تلك المقطوعة الموسيقية لأول مرة في حفل يوم 13 مارس الماضي بمركز كنيدي للفنون بأمريكا بمشاركة عازفة الفلوت دعاء عبد ربه، حيث أهدى المقطوعة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ردا على دعوته للسلام والحوار بين الثقافات. وتراوحت ميزانية المهرجان الدولي للعود بتطوان، حسب المشرفين عليه، ب 550 ألف درهم، كما أنه نظم بتعاون مع ولاية تطوان والجماعة الحضرية للمدينة، ومعهد سيرفانتيس بتطوان.