يحتفي المجلس الوطني للموسيقى ببلعيد عكاف, الفنان الذي أبدع في الموسيقى الأمازيغية, وأعطاها بعدا وحجما عالميين.وقال حسن مكري, رئيس المجلس الوطني للموسيقى, في تصريح ل"المغربية" "اخترنا تتويج الموسيقي بلعيد عكاف بجائزة الفارابي, الجائزة التي تعطى للموسيقى العريقة, لأنه فنان متميز في لونه الموسيقي, استطاع أن يجعل الموسيقى الأمازيغية تحظى بإقبال جماهيري ليس على المستوى الوطني, بل على المستوى العالمي, كما تمكن من إدخال آلات موسيقية عصرية على الآلات القديمة, ما جعله يخلق مزيجا موسيقيا, أثار انتباه محبي هذا اللون الفني, تعشقه الآذان". وأضاف الفنان حسن مكري, أن عكاف "استطاع, من خلال أبحاثه, أن يخلق موسيقى تتجاوب مع موسيقى الغرب, إذ أبدع في خلق الجاز الأمازيغي, وهو نموذج جديد في عالم الجاز, إلى جانب الجاز الأميركي, والجاز الأوروبي. واستطاع أن يخلق له فضاء موسيقي إلى جانب ألمع نجوم الجاز في العالم, وبتالي فهو يستحق هذه الالتفاتة من خلال التتويج, الذي سيحظى به اليوم". وأشار ميكري إلى أن عكاف, إلى جانب كونه موسيقي, فهو باحث وأستاذ وملحن أول سمفونية مغربية, كاشفا أنه بذل مجهودا كبيرا خلال مساره الفني, إذ يعتبر سفيرا للموسيقى الأمازيغية, التي جال بها مختلف البلدان الأجنبية, واستطاع أن يوصلها إلى الضفة الأخرى, كما أنه أنجز موسيقى لحوالي عشرين فيلما. وأبرز ميكري أن لجنة مختصة اختارت الفنان باجدوب, لأن يكون نجم الدورة المقبلة, إذ قرر المجلس الوطني للموسيقى أن يحتفي بهذا الهرم الغنائي بتتويجه بجائزة الفارابي 2010. وأكد أن جائزة الفارابي تحتفل هذه السنة بدورتها الرابعة, فبعد الاحتفاء في أول دورة بالفنان سعيد الشرايبي, عازف العود, الذي يقدم موسيقى متميزة وعريقة, توج المجلس في دورته الثانية, الفنانة زبيدة الإدريسي, بجائزة الفارابي, في إطار اهتمامها بفن الملحون والغرناطي, وفي السنة الماضية, جرى اختيار السوبرانو سميرة القادري, لتتويجها بجائزة الفارابي, لأنها معروفة في الأوساط الفنية المغربية والأجنبية ببحثها المستمر في التراث الموسيقي المتوسطي. وحط المجلس رحاله هذه السنة عند بلعيد عكاف "ملك الفيزيون", لأنه على وعي بالقضايا ذات الصلة بالموسيقى العالمية، وباعتباره حائزا على شهادة من المعهد العالي تشايكوفسكي (روسيا) للموسيقى، وقال عنه ميكري "هذا الفنان, الذي قل مثيله في عصرنا الحالي، نجح في دمج ومزاوجة الموسيقى الأمازيغية التقليدية، مع غيرها من الأنماط الموسيقية ذات القاسم المشترك، وهو ما نتج عنه ميلاد نوع جديد من الموسيقى أطلق عليه "الجاز الأمازيغي" وهو لون موسيقى ممتع تمكن من نيل رضا وإعجاب المتلقي. وجاب بلعيد عكاف، العالم رفقة شقيقيه عزيز وعلي (الموهوبان في العزف على الآلات الموسيقية التقليدية) ، وتمكن خلال جولته, التي جاب بها عددا كبيرا من دول العالم، من التوفق في مزج موسيقاه مع أنواع عديدة من الموسيقى التراثية للبلدان التي زارها, وتعامل خلال مساره الفني مع ألمع نجوم العالم. كان الحظ إلى جانب بلعيد عكاف، واجتمع مع قدرة الفنان على تلمس النجاح ما جعل مساره موفقا بكل المقاييس، وهو ما مكنه من فرض نفسه نجما لموسيقى الفيزيون، رغم كل العقبات, التي تغلب عليها بالشجاعة والجرأة, التي تعتبر من أهم صفاته. نجاحات بلعيد عكاف، والخبرة الطويلة التي اكتسبها, ذللت له الصعاب، وفتحت له أبواب أكبر المهرجانات، ورسخت حبه في المغامرة, التي ينطلق منها هذا الفنان، لتجسيد دور الجسد والروح في خلق موسيقى لعدد من الأفلام، ما منحه القدرة على استنباط مصادر جديدة للإبداع، مستوحاة من وعاء الموسيقى الأمازيغية. وحصل بلعيد عكاف، على عدد كبير من الجوائز المهمة، لمساهماته القيمة، في التعريف بالثقافة الأمازيغية، ومنحها إشعاعا عالميا، وإخراجها من العتمة التي كانت تعيش فيها. كل هذه المساهمات القيمة والجليلة، دفعت لجنة الانتقاء التابعة للمجلس الوطني للموسيقى، إلى اختيار بلعيد عكاف، لنيل جائزة "الفارابي"، التي يمنحها المجلس الوطني للموسيقى، برعاية المجلس الدولي للموسيقى (دار اليونسكو ، باريس)". وأشار ميكري إلى أن جائزة الفارابي تدخل ضمن جوائز "زرياب المهارات", و"الرباب الذهبي", وكلها جوائز تمنح تحت إشراف المجلس الدولي للموسيقى باليونسكو, موضحا أن "الرباب الذهبي" يقدمها المجلس الوطني للموسيقى بشراكة مع "أصوات نسائية", وتعطى لنجوم العالم العربي, وقد فاز بها فنانون منهم لطفي بوشناق, وأصالة وسميرة سعيد, وناس الغيوان. أما "زرياب المهارات, فأكد ميكري أنها تقدم لعازفي العالم, بشراكة مع مسرح محمد الخامس, وتوج بها الفنانان عبد الوهاب الدكالي, والحاج يونس, وغيرهما من النجوم, كاشفا أن السنة المقبلة سيجري تتويج عازف تركي بهذه الجائزة. وقال حسن ميكري "هذه السنة تلقينا دعما من وزارة الثقافة, ونعتبرها خطوة إيجابية والتفاتة مهمة, لأن الوزارة أصبحت تدعم جائزتي "الفارابي" و"زرياب المهارات". وأضاف أن الجوائز التي تقدم للمتوجين يسهر على نحتها الفنان التونسي الصحبي, الذي يعتبره ميكري من كبار النحاتين في العالم العربي.