كشف المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي، رئيس الفرقة المغربية للموسيقى العربية، أن الفرقة ستنظم حفلا فنيا، بمناسبة ذكرى رحيل عندليب الأغنية المغربية، الفنان محمد الحياني، غدا الجمعة بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، رغبة في إعادة الجمهور إلى زمن الأغنية الجميلة.وأضاف الشرقاوي أنه بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها، اختارت الفرقة المغربية للموسيقى العربية، الاحتفاء بالحياني، باعتباره رمزا من رموز الأغنية المغربية، الذي ساهم في بلورة هذا اللون الغنائي الأصيل، وناضل من أجل أن تصل الأغنية المغربية إلى المستوى، الذي حققته خلال عقود، متمنيا أن تكون سهرة الغد "بمثابة جسر نعبره كل شهر، لنقف عند نجم من نجوم الأغنية المغربية، الذين أتحفوا الجمهور، وأبدعوا، وجاهدوا من أجل رقي الأغنية المغربية". وعبر صلاح الشرقاوي بنبرة تحسر وأسف للمستوى، الذي آلت إليه الأغنية المغربية حاليا، لأنه حسب قوله، في هذا الزمن العجيب، الذي كثر فيه الصراخ الغنائي، والضجيج الآلي و"كلا يلغي بلغاه"، فكر في الرجوع إلى الماضي للاحتفاء بأصحاب الصوت الجميل، إذ ستنظم الفرقة سهرة موسيقية مرة كل شهر، احتفاء برموز الأغنية المغربية والعربية، قائلا في تصريح ل"المغربية" "في ظل غياب السهرات الغنائية، والحفلات، التي كانت تشهدها أغلب المدن المغربية، بحضور رواد الأغنية المغربية، فكرت أن أعيد الجمهور المغربي إلى سنوات اللحن الهادف والأغنية الجميلة والكلمات المؤثرة". وأكد صلاح أنه جرى الاحتفاء ببعض المطربين المغاربة، برئاسة فرقته الموسيقية، على القناة الثانية، من خلال برنامج "هذه ليلتي"، لكنه فضل أن يكون التواصل مباشرة مع الجمهور، لأنه لاحظ أن جيل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، يجهل الكثير عن الأغنية المغربية، في ظل تراجع الحركة الفنية، قرر أن يخلق جوا فنيا، يعانق من خلاله الجمهور الفنانين، الذين بصموا خارطة الأغنية المغربية ببصمات خالدة ظلت راسخة في ذاكرة عشاق هذا اللون الأصيل. وعاتب صلاح المطربين المغاربة، الذين لم يعودوا يحركوا ساكنا، قائلا "إن عبد الهادي بلخياط وقف عند قطار حياته، وعبد الوهاب الدكالي، عند عينو ميزانو، في حين أن محمود الإدريسي لم يتجاوز ساعته السعيدة". وأوضح صلاح أن برنامج الفرقة المغربية للموسيقى العربية، سيكون غنيا، رغم غياب أي دعم مادي سواء من قبل وزارة الثقافة، أو من طرف المحتضنين، إذ اكتفت الفرقة بمبلغ رمزي وهو مائة درهم، لحضور الحفل، مشيرا إلى أن هذا البرنامج سيشهد حضور المطرب المغربي، محمد عصام، الذي جرى اختياره، لأنه برع في تقليد الراحل محمد الحياني، وله مؤهلات صوتية رائعة، قائلا "لدينا طاقات شابة عوض أن تظل حبيسة الكواليس أو تتجه إلى الملاهي الليلية من أجل الغناء، فالأفضل أن نختار لهذه الأصوات مسارح ومؤسسات ثقافية تفجر فيها طاقاتها الفنية". وسيعرف البرنامج، أيضا، مشاركة المجموعة الصوتية للفرقة المغربية للموسيقى العربية، التي ستغني أغاني الحياني بأسلوب جميل. وكشف صلاح الشرقاوي أن هذه السهرة ستكون بداية لمجموعة من الحفلات التي ستنظمها الفرقة، إذ أنه بعد حفل الراحل محمد الحياني، ستكون سهرة فنية خاصة بالراحل عبد الرحيم السقاط، وبعدها حفل للراحل عبد السلام عامر، كما سيتخلل البرنامج إلى جانب الاحتفاء بالمطربين المغاربة، الاحتفاء بشعراء الطرب أمثال علي الحداني، وأحمد الطيب لعلج. رغبة صلاح الشرقاوي في إحياء الأغنية المغربية، لم تقتصر على نجوم الغناء المغربي فقط، بل أكد أنه سيجري الاحتفاء بشعراء عرب مثل نزار القباني، وأحمد رامي. وأكد الشرقاوي أن فرقته الموسيقية تأسست في 22 يناير 2000، وبهذه المناسبة، ستنظم الفرقة حفلا غنائيا، بمشاركة الفنان العراقي، كاظم الساهر، الذي سيغني لأول مرة رفقة الفرقة المغربية للموسيقى العربية، لأنه اعتاد أن يرافق مجموعته العراقية، موضحا أن كاظم الساهر أعجب بالفرقة المغربية وبمؤهلاتها الموسيقية. وأشار صلاح إلى أن الفرقة، التي يفوق عدد أعضائها الخمسين شخصا، لها مشاركات عديدة في مهرجانات وطنية وعربية، إذ شاركت في إحياء الذكرى المائوية لرحيل محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وأم كلثوم، والموسيقار بليغ حمدي، وعبد الحليم حافظ، بمشاركة ألمع نجوم الغناء العربي. وأكد أن الفرقة واجهت مشاكل كثيرة، لكنها تغلبت عليها بفضل عشق أفرادها للموسيقى، وإيمانهم بأن الفن رسالة نبيلة، لا تعرقلها أي مشاكل مادية، معتبرا أن الفرقة استطاعت الصمود لعقد كامل بفضل طاقتها الفنية، قائلا "أنا ضد الفنان الذي يشكو ويبكي، فضريبة النجاح، صعبة، ويجب على الفنان أن يضحي ويصبر في هذا الميدان، وإلا سيظل حبيس المقاهي يشكو أمره دون جدوى".