تأكد مؤخرا بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء، أن أفق الأغنية المغربية العصرية القريب - البعيد لم ولن يكون سرابا، بدليل التفاعل والتجاوب المثير الذي أبداه الجمهور البيضاوي تجاه هذا الإرث الفني الكبير الصادر معظمه عن حس فني مرهف وتعبير صادق وأداء مميز.فقد أبانت معطيات احتفالية الليلة الموسيقية، التي أحيتها الفرقة المغربية للموسيقى العربية، بقيادة المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي، الذي اتخذ مبادرة تنظيم هذه التظاهرة الفنية بدون دعم رسمي أو خاص.. أبانت عن أن ما يصطلح عليه بالأغنية المغربية العصرية، ستظل هي النبع الذي تتغذى منه جميع الفروع .. وهو الأمر الذي كان في ذات الاحتفالية التكريمية في حق أحد الرموز الفنية المغربية الكبيرة، وهي تبحر على مركب «الأشواق»، «رَاحِلَةً» لمواجهة «المستحيل!!!»، وهو الإمتاع والإقناع.. وقد تحقق لها ذلك عبر توقيع فني يحمل بصمة الخالد الحياني.كان ذلك بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة العشرة لرحيل العندليب المغربي محمد الحياني ، التي من المنتظر أن تتولد عنها مناسبات شهرية مماثلة في حق مبدعين رواد، لأجل التكريم والذكرى، ولأجل استحضار إبداع وتأكيد إبداع في وجدان المغاربة.. وقد كان عزف الخالدات الحيانية في منتهى الروعة الإتقان، والأداء كان في مستوى الزمان والمكان سواء من خلال المجموعة الصوتية التي شذت العديد من القطع الغنائية من قبيل من «ضي بهاك»، «بارد وسخون»، «ياك الجرح برا»، «غني ياقلبي»، أو من خلال «النَّفَسِ الحياني» الفنان محمد عصام ، وهو لا يزال في سن الخامسة، حين كانت الصداقة الحميمة والأخوة الأنسانية تجمع بي الأب والفنان، فأثمر ذلك، فنانا صادق الأحاسيس يضرب على الوتر السمعي الحساس وهو يشذو على معزوفات «أشواق» ، «مستحيل» و «راحلة»..