مازالت عقليات الحجر والتي ألفت السباحة في الماء العكر لم تستوعب بعد التحولات التي يعرفها العالم وكذلك التحولات التي يعرفها بلدنا المغرب. إذ ما فتئت وبشكل عدائي وماكر تصوغ الدكائن وتحبك الأكاذيب مستعملة كل الطرق لتشوه سمعتنا أو تطمس أفكارنا رغم أننا لسنا سوى فاعلين جمعويين بسطاء مرتبطين بقضايا وهموم الوطن. أن يصبح الإنسان مضطهدا ومحاصرا في بلده من طرف بعض من طلب منهم صيانة والحفاظ على حقوق الإنسان. نحس بحريتنا في البلد الذي نقيم فيه رغم أننا لا ننتمي إليه، نمارس مواطنتنا الكاملة رغم أننا ما زلنا نناضل من أجل أن نحصل عليها في وطننا الأصلي. أساليب دنيئة تحس وأنت ضحية لها بالمرارة فتقابل كل آرائك وأفكارك وأنشطتك بسيل من الحصار والتعتيم. لا لشيء إلا لكونك تقول الحقيقة كماهي وبشجاعة. لا لشيء لأنك تناضل من أجل رفع الحيف والضرر عن شريحة إجتماعية ساقتها الأقدار والظروف إلى العيش خارج الوطن. لكن أن يتعلق الأمر بأشخاص أطفوا على أنفسهم شيئا من "القداسة" ولا يقبلون النقذ أو حتى النصح فيكون كل من خالفهم الرأي عدوا لذوذا وإنسانا مصلحيا..... وكل من يدور في فلكهم فهو حبيبا حميما...... ويزداد إحساسي بالمرارة حين يتعلق الأمر بمن حملوا شعار حقوق الإنسان منذ أمد. لقد عبرت في أكثر من مرة أن المسؤولية داخل مجلس الجالية المغربية ليست هدفا في حد ذاته بل الطرق التي أتبعت ابتعدت عن المنهج الديمقراطي المعمول به ولا زلت متشبثا بهذا الرأي مع معية من الفاعلين الجمعويين والكفاءات المغربية في مختلف بقاع العالم. لكن إتضح أن أولويات من تحمل المسؤولية الأولى في هذا المجلس ليست الدفاع عن قضايا المغاربة في أرض المهجر وجمع شملهم كما نأمل ولكن تشويه كل الأصوات التي نادت بالتعاطي الديمقراطي مع التمثيلية في هذا المجلس ومحاربتها بالوسائل الغير المشروعة وصلت إلى حد كتم الصوت المعارض في وسائل الإعلام المرئية المغربية وحتى العربية منها المتواجدة بالمغرب. إلى هؤلاء أقول: إنكم لن تستطيعوا مهما حاولتم المس بكرامتنا لأننا تعودنا أن نقول الحقيقة وأن نعبر بإحساسنا وبصدق عن كل ما يخالجنا من أفكار دون نفاق لأنها نابعة من وطنية تربينا بها وطنية مات من أجلها أجدادنا ليبقى علم المغرب مرفرفا إلى الابد. وطنية منذ طفولتنا اقتسمناها مع فئات مجتمعية بسيطة ناضلت من أجل إقرار الحق والعيش الكريم في بلدنا العزيز المغرب ولأننا مغاربة وسنظل كذلك وسنربي أبنائنا على حب الوطن بعزيمة لن تنال منها أساليبكم الذنيئة. فالطريق أمامنا من أجل تحقيق التقدم المنشود ما زالت طويلة ونحن واعون بذلك والطحالب التي تطفوا بعد أن تجف المستنقعات زائلة لأن شموس المغرب قادرة على تدميرها حتى نتنفس هواء بدون رائحة مستنقعات وبدون رائحة طحالب وسيتوقف الإرهاب الفكري الممارس ضدنا.