لم يكن مصطفى المعتصم يعتقد أن اختتام أشغال المجلس الوطني لحزب البديل الحضاري والتي نظمت يوم السبت والأحد ماقبل الماضيين بمدينة المحمدية، ستكون بداية الإعلان أو الإشهار للمراقبة اللصيقة التي ضربت حوله منذ أيام، فقد أفادت مصادر من عائلته أنه كان تحت المراقبة منذ أيام إلا أنها لم تكن بشكل مكشوف إلا مساء يوم الأحد، حيث لاحظت أسرة المعتصم أن هناك سيارة أمام بيتهم، بها أشخاص بلباس مدني، يراقبون مدخل البيت. توجس الأسرة، دفع المعتصم حسب زوجته إلى إجراء اتصالات عدة لتأمين نفسه، وللإعلان عن المراقبة التي ضربت على بيته، خاصة وأن هناك سابقة حسب مصادر حضرت جلسات المجلس الوطني للحزب أن هناك تحركا أمنيا بمقر تنظيم أشغال المجلس الوطني كان من تداعياتها طلب رجل أمن بدرجة عميد، لقاء مصطفى المعتصم الذي أوقف اجتماع إحدى اللجن وخرج للقاء رجل الأمن، لكنه سرعان ما رجع لإتمام اجتماعه معتقدا أن الأمر انتهى. ومعلوم أن الجهات الأمنية وفي خبر أعلنته وكالة المغرب العربي للأنباء، حاولت توضيح الأمر بخبر مفاده أن مصالح الأمن تمكنت من تفكيك شبكة إرهابية خطيرة ذات صلة بالفكر الجهادي، كانت تستعد لتنفيذ أعمال إرهابية بالتراب الوطني، وموضحة أن التحقيق المعمق تمكن من تحديد وإلقاء القبض على الأعضاء الرئيسيين النشطين للشبكة، حيث تم وضع 23 منهم، ضمنهم زعيم الشبكة المدعو عبد القادر بليراج، رهن الاعتقال الاحتياطي وأن نفس التحقيق يتواصل تحت إشراف النيابة العامة المختصة من تحديد فروع قصاصة وكالة الأنباء أن الشرطة القضائية قامت في هذا الإطار، على أساس المعلومات التي تم تجميعها، من إلقاء القبض على المدعوين مصطفى المعتصم ومحمد المرواني، قصاصة الوكالة لم تشر إلى محمد الأمين الركالة، رئيس المجلس الوطني، والناطق الرسمي باسم حزب البديل الحضاري والذي تم توقيفه هو الآخر بعد ساعات من توقيف المعتصم. اعتقال قياديي البديل الحضاري جاء بعد ما يقارب خمس سنوات ونصف من العمل السياسي المعترف به، إذ سبق للأمانة العامة للحزب أن هددت بخوض إضراب مفتوح عن الطعام، وبعد وساطات سياسية بين السلطة والحزب أنهت أزمة الاعتراف أو وصل الإيداع القانوني الذي منع عن حزب البديل الحضاري لما يزيد عن عشر سنوات، وكان من بين أهم ضوابط العمل السياسي التي وضعها الحزب: استقلالية الحزب عن أية جهة داخلية أو خارجية، إضافة إلى رفض العنف وإدانة اللجوء إليه. مصادر "المشعل" أوضحت أن هاتين النقطتين هما محور التهم الموجهة إلى قياديي البديل الحضاري أي ارتباطهما بجهات خارجية ممثلة في إجراء المعتصم لاتصالات مع قادة شيعيين من حزب الله وإيران وأيضا لذكر أحد المتابعين في الشبكة الإرهابية التي أعلنت السلطات الأمنية عن تفكيكها منذ أسبوع لأسماء الزعماء الإسلاميين كمنظرين مفترضين لفكر هذه الجماعة التي وصفتها بيانات وكالة المغرب العربي للأنباء بالخطيرة. من جهة أخرى فجل الذين اتصلت بهم "المشعل" عبروا عن ذهولهم لواقعة الاعتقال والأسماء المعتقلة، خاصة وأن كل من المعتصم والركالة من الشخصيات الإسلامية التي تربطها علاقات منفتحة بقوى اليسار وغالبا ما كان حزبهم يوصف بحزب اليسار الإسلامي، ذي التوجه المخالف لحزب اليمين الإسلامي المتمثل في حزب العدالة والتنمية الذي اعتقل عضو منه أيضا ضمن هذه الشبكة بل هناك من يصف حزب البديل الحضاري بالحزب الإسلامي النخبوي أو مجمع الحكماء نظرا للصعوبات التي لقيها والتي حالت دون امتداده الشعبي. ويرى البعض أن هذا التقارب بين حزب البديل الحضاري والفعاليات السياسية اليسارية المغربية، قد جر عليه عداء من قبل الحزب الإسلامي الوحيد المعترف به أي حزب العدالة والتنمية، وأيضا من قبل الحركات الإسلامية غير المعترف بها والتي رأت أن بعض الفصائل السياسية قد سلكت نهجا آخر لمقاومة الإسلاميين، وذلك بمحاولة استمالة حزب البديل الحضاري لأعضاء هذه الحركات والاستفادة من أصواتهم في الانتخابات. أما حزب البديل الحضاري، وفي " بيان توصلنا به"، فقد اعتبر اعتقال قيادييه خطوة غير مفهومة، خاصة بالنسبة لحزب يشتغل في إطار القانون ويؤمن بالثوابت الوطنية ويرفض ازدواجية الخطاب، ومن تم فإن هذا الاعتقال يؤشر على تحول خطير في المسار الذي دخلته بلادنا، موضحا أن هذا السلوك غير حضاري وبعيد كل البعد عن القوانين المعمول بها، بالنسبة لحزب يشتغل في إطار القانون، لهذا فحسب نص البيان كان حريا بأصحاب القرار السياسي ببلادنا أن يلجأوا للقضاء إذا كان الأمر يتعلق بشبهة أو خروج عن القانون. وأضاف بيان الحزب أن هذا السلوك الشنيع لا يزيد إلا من تشويه صورة بلادنا، سيما بتلك الطريقة التي تم بها الاعتقال دون أدنى حجة، خاصة بالنسبة لقياديين يحظيان باحترام وتقدير أغلب مكونات الصف الديمقراطي الوطني والدولي. إبراهيم بنشلحة / قيادي بحزب البديل الحضاري ارتباط المعتصم بجماعة إرهابية كذب وافتراء يرى إبراهيم بنشلحة القيادي بحزب البديل الحضاري أن اعتقال الأمين العام للحزب، مصطفى المعتصم، وناطقه الرسمي محمد الأمين الركالة سياسي محض مؤكدا أن الأمر لحد الآن غامض وأوضح بنشلحة أن القول باشتباه تورط المعتصم بجماعة إرهابية كذب وافتراء - ما هي خلفيات اعتقال الأمين العام لحزب البديل الحضاري؟ بالنسبة لنا الاعتقال سياسي فقط، لا علاقة له لا بالإرهاب ولا غيره، لأن كتاباته تؤكد أنه أمين عام حزب، يرغب في أن يعمل وفق الشرعية، ويريد أن يساهم في إصلاح البلاد وانتهى الأمر، فقد انعقد المجلس الوطني لحزب البديل الحضاري يومي السبت والأحد الماضيين بمدينة المحمدية، ولم يقل أي شيء ضد النظام أو ضد المقدسات، لكن خلال انعقاد المجلس قيل لنا إن رجال الشرطة حضروا إلى عين المكان إلا أننا اعتبرنا الأمر عاديا ولم يثرانتباهنا. - قيل إنه اعتقل للاشتباه بأن له علاقة بتنظيم إرهابي؟ صراحة، هذا افتراء وكذب على الأمين العام للحزب ، ولحد الآن ورغم أن أطر الحزب تتحرك، فنحن لم نتوصل برد وإنما قيل إن له علاقات مع جهات متهمة بالإرهاب، وأنا أعتقد أن الاعتقال سياسي محض، ولحد الآن الأمر غامض وغير منتظر. - هناك من تحدث بان اعتقاله راجع لرسالته الأخيرة والمعنونة ب "إلى من يهمهم الأمر"، ما مدى صحة هذا الكلام؟ إذا اطلعت على فحوى "رسالة إلى من يهمهم الأمر"، ستجدين أنها تنبذ الإرهاب وضد العنف، نحن انحزنا إلى الصف الديمقراطي، وما يميزنا عن الأحزاب السياسية هو أننا لا نريد أن ندخل في صراع مع أي تيار معين، وإنما نمد أيدينا لكل التيارات الديمقراطية، اليسارية والإسلامية ومن جميع التوجهات، وعلى كل حال فالرسالة ليس فيها شيء يبرر اعتقال السيد مصطفى المعتصم. - إلى وقت قريب كان مصطفى المعتصم يوصف باليساري الإسلامي، ما الذي استجد حتى تأزمت علاقته بالنظام؟ ليس هناك ما يدعو للاعتقال، فهو رجل يريد الإصلاح ويرفض الدخول في اللعبة بالشكل الذي تمارس به، وإنما يريد لحزبنا أن يمارس حقه الديمقراطي، باحترام ثوابت الدولة، ولحد الآن ما زلنا تحت وقع الذهول والصدمة ولم نفهم ما الذي جرى، خاصة بعد أن اعتقل محمد الأمين الركالة رئيس المجلس الوطني للحزب والناطق الرسمي باسمه والمعروف بليونته الكبيرة. - هل تلقيتم دعما ما من جمعيات حقوقية أو أحزاب سياسية؟ هناك اتصالات كثيرة بعدد كبير من الجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية وتلقينا وعودا بمساندتنا. - ما هي الأحزاب التي دعمتكم لحد الآن؟ تلقينا دعما من حزب الطليعة،و حزب العدالة والتنمية وأحزاب أخرى. - قبل اعتقاله، هل كان يشعر بأنه مراقب؟ يوم الأحد الماضي وأثناء الغذاء اتصلوا به، وغادر الاجتماع رفقة بعض الحاضرين، وأخبرنا أن عميد الشرطة أراد لقاءه ثم عاد لاستئناف الاجتماع، ربما كانوا قد شعروا أن الوقت غير مناسب لاعتقاله، خاصة وأن أعضاء المجلس الوطني كانوا حاضرين بعين المكان، لذلك تم تأجيل الاعتقال حتى يوم الغد. - أين تم اعتقاله؟ اعتقل بمحطة القطار بمدينة الرباط، صباح يوم الاثنين، من طرف أربعة عناصر شرطة بزي مدني، حيث طلبوا من زوجته وابنته العودة إلى المنزل، ليتم إرجاعه من جديد لمنزله رفقة سبعة أشخاص، حيث أخذوا حاسوبه وبعض كتبه وتوجهوا به إلى وجهة غير معلومة. - قيل إنه اعتقل لأن له علاقات خارجية بإيران وحزب الله؟ لا أعتقد. - هل حزبكم له علاقات خارجية بجهات شيعية؟ نحن في الحزب نؤمن أننا مسلمون ، مذهبنا سني، وهذا أمر لا نقاش فيه. إقرأ أيضا : سعاد سقيتي / زوجة مصطفى المعتصم لا أعرف هل اعتقلوا زوجي أم اختطفوه