أشارت تقارير نشرتها صحف فرنسية أن المغرب أحبط محاولة إرهابية خطيرة في الأسبوع الماضي، وعبر استجواب المشتبه بهم حصلت أجهزة الأمن على أسماء أعضاء "مهمين" من أحزاب إسلامية يعتقد أنها كانت "تحضر لعملية ما" سواء بالمشاركة أو قصد الاستفادة من نتائجها. "" وتم على ضوء ذلك اعتقال مراسل قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله في المغرب عبد الحفيظ السريتي والذي قد يكون سابقة خطيرة فيما يتعلق بما يمكن تسميته بالتدخل الشيعي في العمليات الإرهابية في المغرب ولو لوجستيكيا تحت قبة الأصولية السلفية. وأكدت صحف مغربية وفرنسية انعقاد الكثير من اللقاءات التي جمعت شخصيات حزبية من حزب "البديل الحضاري" ومن حزب "الحركة من أجل الأمة" بشخصيات من حزب الله الشيعي اللبناني وشخصيات إيرانية بين عامي 2004 و 2007. ويحسب بقية المعتقلين آليا على التيارات السلفية التي لم يخف بعضها تشدده الفكري وحتى المنهجي مثل "حركة الشبيبة المغربية" التي ينشط زعماؤها في الخارج والتي تعد من الحركات المتشددة في المغرب والمتأثرة بشكل كبير بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، إلا أن الصورة الجديدة تشير إلى أن "التحركات" التي على أساسها تم اتهام تلك الأحزاب "بما يشبه العمالة للأجانب" قد يقصد بها "التواطؤ بشكل ما مع حزب الله ومع إيران عبر أخذ الدعم المالي منهما معا".
وذكرت صحيفة فرنسية قبل أسبوعين ان المغرب في حالة تأهب قصوى وكان المقصود تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي أعلن في أكثر من بيان نشر على الانترنت مؤخرا من أن عملياته في موريتانيا سوف تنتشر في دول أخرى مثل المغرب وتونس. وأفادت العديد من الصحف المغربية في الأيام الماضية أن الجيش المغربي لجأ إلى تحليل الحمض النووي كمساعد رئيسي للتعاطي مع الإرهابيين وفق منهجية علمية ستكون ثابتة، بالخصوص بعد المؤشرات الأخيرة التي تحدثت عن تحرك خلايا قيل أنها تتلقى الدعم الفكري من الجزائر واللوجستيكي من أوروبا اسبانيا وفرنسا. لكن الحقيقة التي تكشفت يوم الثلاثاء هي الاعتقالات التي وصفتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية ب"المفاجئة" والتي مست قياديين حزبيين من "البديل الحضاري" و "الحركة من أجل الأمة"، فقد ذكرت الصحف المغربية يوم الإثنين الماضي ان القضاء المغربي منع بشكل مفاجئ "مصطفى المعتصم" و "محمد الأمين الركالة" و "محمد مرواني" من مغادرة المغرب مما أعطى الضوء الأخضر للإسراع في اعتقالهم وفق معلومات استخباراتية جمعت على ضوء المراقبة الحثيثة في الأسابيع الماضية. وقد ذكرت التقارير الأمنية المغربية أنه تم ضبط مع المتهمين وثائق وصفت "بالخطرة". وجاء في أول بيان لحزب البديل الحضاري الإسلامي حصلت "آفاق" على نسخة منه، "إن اعتقال الأمين العام للحزب "مصطفى المعتصم" ومحمد الأمين الركالة ورئيس المجلس الوطني تم بواسطة عناصر اقتحمت المكان بزي مدني، وأنه تمت مباغتة الأمين العام وزوجته و ابنته في محطة القطار بمدينة الرباط صباح الاثنين من طرف أربعة من عناصر الأمن الداخلي وقد طلب الرجال من زوجته وابنته الرجوع إلى المنزل، بحيث عادت أفراد من الشرطة إلى المنزل برفقة الأمين العام لحزب البديل الحضاري لتتم حجز حاسوبه وبعض كتبه واقتيد إلى وجهة مجهولة". وأما عن ظروف اعتقال الأمين ركالة فقال البيان أن الاعتقال حدث في منزله من طرف خمسة أشخاص داهموا بيته في الثامنة صباحا واعتقلوه واخذوا حاسوبه أيضا. من جانبها أعلنت السلطات المغربية بشكل صريح عن تفكيك شبكة "جهادية" خطيرة كانت تحاول تنفيذ عمليات كبيرة في المغرب، ونشرت السلطات أسماء المعتقلين البالغ عددهم 32 شخصا. روبورتاج مصور عن الأسلحة التي تم حجزها