كان اعتقال القياديين الحزبيين في "البديل الحضاري" و"الحركة من أجل الأمة" مفاجئا، وكذلك تسريب تسريب الخبر إلى الصحافة المغربية بخصوص قرار منع مصطفى المعتصم(الصورة) ومحمد الأمين الركالة ومحمد مرواني، من السفر وراء الإسراع في الاعتقال، وكانت السلطات الأمنية المغربية تراقب هؤلاء المشتبه بهم لتورطهم مع جماعات أصولية متطرفة، لكنها تخوفت من إمكانية إتلاف هؤلاء لوثائق قد تكون بحوزتهم، دفعت السلطات إلى اعتقالهم أمس الاثنين بالعاصمة الرباط. وفي أول بيان لحزب "البديل الحضاري" الإسلامي فان اعتقال الأمين العام لحزب البديل الحضاري المصطفى المعتصم ومحمد الأمين الركالة رئيس المجلس الوطني قام به عناصر من السلطة بزي مدني. وأضاف بيان للحزب، تم توزيعه على نطاق واسع، أنه تمت "مباغتة الأمين العام وزوجته وابنته بمحطة القطار بمدينة الرباط صباح يوم الإثنين من طرف أربعة عناصر" وأضاف البيان أن رجال الأمن طلبوا من زوجته وابنتها الرجوع إلى المنزل، وأن الشرطة عادت إلى المنزل برفقة الأمين العام ليتم حجز "حاسوبه وبعض كتبه وتم التوجه به إلى وجهة غير معلومة"، وبخصوص اعتقال الأمين الركالة، قال البيان إن العملية تمت بمنزله من طرف أربعة أشخاص حوالي الساعة الثامنة مساء من نفس اليوم (الاثنين) من بعد أن داهموه حوالي الساعة السادسة والنصف ومكثوا ببيته إلى حوالي الساعة الثامنة آخذين أيضا حاسوبه وكتبه". البيان ربط هذه الاعتقالات بالمجلس الوطني للحزب وقال"تأتي هذه الاعتقالات بعد يوم واحد من انتهاء المجلس الوطني لحزب البديل الحضاري الذي دار في أجواء إيجابية طبعها تجديد العزم على النهوض بهذه التجربة لخدمة البلاد، وبعد أن انصب النقاش الرئيسي حول الذات الحزبية خاصة بعد أول مشاركة للحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة"، ووصف الاعتقالات بالخطوة غير المفهومة خاصة بالنسبة لحزب يشتغل في إطار القانون ويؤمن بالثوابت الوطنية، ويرفض ازدواجية الخطاب. وأكد أن الأمر مؤشر "على تحول خطير في المسار الذي دخلتها بلادنا"، وأدان الحزب هذا السلوك غير الحضاري و"البعيد كل البعد عن القوانين المعمول بها، بالنسبة لحزب يشتغل في إطار القانون كان حريا على أصحاب القرار السياسي ببلادنا أن يلتجؤا للقضاء إذا كان الأمر يتعلق بشبهة أوخروج عن القانون"، مؤكدا على أن من شأن هذه الاعتقالات "تشويه صورة بلادنا سيما بهذه الطريقة التي تم بها الاعتقال بدون أدنى حجة خاصة بالنسبة لقياديين يحظيان باحترام والتقدير من طرف أغلب مكونات الصف الديمقراطي الوطني والدولي"، وختم البيان الحزبي بالتأكيد على أن تلك الاعتقالات "لن يحيد عن مبادئه ولن يزحزحه هذا السلوك عن نهجه السلمي والديمقراطي". ولم تصدر أحزاب سياسية خاصة القريبة من هذا الحزب بيانات حول هذا الموضوع الذي يشكل سابقة في المغرب. وكانت مصادر أمنية مطلعةقد ذكرت لموقع "إيلاف" الالكتروني أن التحقيقات الأولية مع عناصر الشبكة الإرهابية الخطيرة التي كان أفرادها يستعدون إلى تنفيذ أعمال إجرامية بالمغرب قادت إلى تحديد هوية مشتبه بهم آخرين، ينشطون في أحزاب سياسية ذات مرجعية إسلامية، مشيرة إلى أن من بين الموقوفين مراسل قناة المنار في المغرب، التابعة لحزب الله اللبناني، وأحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الأصولي المعارض، لينضافا إلى لائحة 23 معتقلا، ضمنهم زعيم الشبكة المدعو عبد القادر بلعيرج، ومصطفى معتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، ومحمد أمين ركالة الناطق الرسمي باسم الحزب ذاته، ومحمد مرواني، الأمين العام لحزب الحركة من أجل الأمة. وأشارت المصادر نفسهاإلى أن أسئلة المحققين تمحورت حول علاقة المتهمين بحزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله، كما أنها تركزت حول لقاءات سرية جمعت معتصم بنصر الله وشيعة إيرانيين سنة 2004. يأتي هذا، في وقت أكدت الإدارة العامة للأمن الوطني أنه جرى اعتقال ضابط شرطة يعمل في ميناء الدارالبيضاء في الملف نفسه بتهمة "عدم احترام السر المهني"، وأضافت، في بيان لها، "لقد سمح لنفسه بإفشاء معلومات من شأنها تنبيه شركاء آخرين لم يجر إلقاء القبض عليهم". ويتعلق الأمر بهشام كريواني، الذي أشارت الإدارة إلى أن المعلومات التي سربها كان من شأنها "أن تمنح هؤلاء الشركاء الفرصة للتهرب من العدالة أو اتلاف القرائن التي يمكن أن تكون بحوزتهم، والكفيلة بمساعدة المحققين في تحرياتهم الهادفة إلى إجلاء الحقيقة". وكانت مصالح الأمن، أعلنت أمس، عن تفكيك شبكة إرهابية خطيرة ذات صلة بالفكر الجهادي، كانت تستعد لتنفيذ أعمال إرهابية بالمملكة. ومكن التحقيق المعمق من تحديد وإلقاء القبض على الأعضاء الرئيسيين النشيطين للشبكة، إذ جرى وضع 23 منهم، ضمنهم زعيم الشبكة المدعو عبد القادر بلعيرج، رهن الاعتقال الاحتياطي. كما مكن التحقيق، الذي يتواصل تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من تحديد فروع هذه الشبكة وارتباطاتها بمنظمات تنشط بالمغرب والخارج. وأوقفت أجهزة الأمن المغربية نحو 3000 شخص بعد تفجيرات الدارالبيضاء الانتحارية في ماي من العام 2003، والتي أشارت فيها بأصابع الاتهام إلى جماعات إسلامية متشددة. كما سارعت السلطات إلى اعتقال العشرات بعد أن فجر سبعة أشخاص أنفسهم في الدارالبيضاء في مارس وأبريل الماضيين، ولم يقتل السبعة سوى أنفسهم ورجل شرطة. ويوجد أكثر من900 معتقل إسلامي في السجون المغربية، حسب إحصائيات رسمية. وغادر المئات منهم السجون المغربية بعد إنهاء العقوبة أو بعد أن عفا عنهم العاهل المغربي. واعتمد المغرب، منذ السنة الماضية، مخططا أمنيا جديدا يرمي إلى تعزيز مرفق الأمن العمومي بما يضمن استتباب الأمن وحماية الأشخاص والممتلكات ومواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة. ويهدف المخطط، الذي يمتد من 2008 -2012، إلى توسيع التغطية الأمنية باعتماد مجموعة من المعايير وتأهيل الوحدات الإدارية الحالية وخلق أخرى جديدة مع تكثيف التنسيق بين تدخلات كافة الأجهزة الأمنية. كما يرتكز أيضا على تقوية الإدارة الترابية بجعل القيادة وحدة أولية ومنطلقا للتأطير لخصائص القرب التي تميزها، والدائرة إطارا للتنسيق والعمالة مجالا لتوزيع الموارد والجهة فضاء لاتخاد القرارات والتنظيم بما يمكن من رفع تحديات الأمن والتنمية. ويرمي هذا المخطط أيضا إلى تحديث هياكل الإدارة الأمنية وتعزيز مواردها المادية، ولا سيما البشرية بإحداث نحو خمسة آلاف وأربع مئة منصب مالي سنويا اعتبارا من السنة المقبلة. وفيما يلي أسماء المعتقلين في ملف الخلية الإرهابية "بلعيرج"والتي أوردتها وكالة المغرب العربي للانباء وتتضمن 32 متهما: -1 - عبد القادر بلعيرج (مهاجر مغربي مقيم ببلجيكا) -2 - عبد الغالي شيغانو (تاجر بالناظور) -3 - أحمد خوشيا ( مستخدم سابق بوكالة أسفار بالقنيطرة ) -4 - رضوان خولايدي ( معلم متقاعد بالدارالبيضاء) -5 - عبد الله الرماش (صائغ بالدارالبيضاء) -6 - عبد الصمد بنوح (مدير شركة للاتصالات بشراكة مع محمد اليوسفي بالدارالبيضاء) -7 - عبد اللطيف بختي الملقب بعبد اللطيف سعد (مهاجر مغربي مقيم ببلجيكا سابقا) -8 - محمد اليوسفي الملقب ب(حمزة) (تقني في الاتصالات وشريك لعبد الصمد بنوح بالدارالبيضاء) -9 - التهامي مصطفى (مهاجر مغربي مقيم ببلجيكا سابقا، تاجر متنقل بين الدارالبيضاء وطنجة) -10 - صلاح بلعيرج (مسير فندق بمراكش) -11 - حسن كلام (نادل بفندق بالدارالبيضاء ) -12 - إبراهيم مايا (حارس موقف للسيارات بالدارالبيضاء) -13 - محمد ازرقي (تقني في الإعلاميات بمديرية المساعدة القانونية بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج) -14 - عادل بنعيم (مساعد بناء بالقنيطرة) -15 - سمير ليحي (مسير رؤوس أموال مبيضة من قبل عبد اللطيف البختي بالدارالبيضاء واكادير وفاس ) -16 - عبد العزيز بريغاش (تاجر قطع الغيار بالدارالبيضاء) -17 - مختار لقمان (تاجر متلاشيات -خردة) -18 - حسين بريغاش (تاجر متنقل بين طنجة والقنيطرة) -19 - عبد الرحيم ابورخة (معلم بمدرسة خاصة بالدارالبيضاء) -20 - جمال الباي (تاجر بوجدة) -21 - علي السعيدي (عاطل وذو سوابق في النصب والاحتيال) -22 - محمد عبروق (نجار) -23 - بوشعيب رشدي (مساعد تاجر بالقنيطرة) -24 - محمد المرواني (متصرف باتصالات المغرب) -25 - مصطفى معتصم (أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بالدارالبيضاء) -26 - محمد الأمين الركالة (أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس) -27 - عبد الحفيظ السريتي (صحفي مراسل لقناة المنار) -28 - منصور بلغداش (أستاذ) -29 - علاء بادلة ماء العينين (صيدلاني بالرباط) -30 -محمد الشعباوي (عميد شرطة) -31 -عبد العظيم التقي إمراني (دكتور في الصيدلة بالدارالبيضاء) -32 - حميد نجيبي (أستاذ)