اتهم وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى محمد المرواني (الصورة) الأمين العام لحزب الأمة (تحت التأسيس) بقيادة "الخلية الإرهابية" التي اعتقلتها السلطات المغربية الاثنين الماضي وضمت 3 قيادات حزبية إسلامية مغربية أخرى، بينهم المصطفى المعتصم رئيس حزب البديل الحضاري الإسلامي، وبالتخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال لقيادات سياسية وعسكرية في البلاد بدعم من حزب الله اللبناني وتنظيم القاعدة. "" وقال بنموسى في مؤتمر صحفي عقده أول امس الأربعاء إن المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري الذي قررت الحكومة حله في وقت سابق ومحمد الأمين الركالة الناطق الرسمي باسم الحزب نفسه ومحمد المرواني الأمين العام لحزب الأمة الذي لم ترخص له بعد السلطات المغربية ثبت تورطهم في الخلية التي تم إلقاء القبض عليها الإثنين، والتي اتهمت بالتخطيط لتنفيذ عمليات تخريبية بالبلاد. وأقر بنموسى في المؤتمر الصحفي الذي يعد الأول منذ الكشف عن "مؤامرة القرن" على حد وصف مسئولين حكوميين الإثنين بأن الشبكة انتخبت "محمد المرواني" أميرا لها. وفي ما يتعلق بحل حزب البديل الحضاري، أكد بنموسى أن ذلك يدخل في إطار "تحمل الدولة لمسؤوليتها في الحفاظ على أمن البلاد"، على اعتبار أن السياق الذي خلق فيه الحزب كان مبنيا على "الخداع"، كما أن المسؤولين الأولين عن هذا التنظيم - يقول وزير الداخلية - "متورطون في بعض العمليات الخطيرة جدا".
وبعدما أشار إلى أن حل هذا الحزب لا يعني أن كل أعضائه متورطون في الشبكة الإرهابية المفككة، أكد أن لهؤلاء الأعضاء الحق في "اللجوء إلى القضاء لمراجعة هذا القرار"، مبرزا أن القضاء وحده مخول للبت في هذه القضية .
ومن جهة أخرى، قدم بنموسى جملة من المعطيات حول زعيم الشبكة الإرهابية، وكذا معطيات حول تأسيسها، وأهدافها وطرق تمويلها والعمليات الإرهابية التي سبق للشبكة تنفيذها والمحجوزات التي ضبطت بحوزتها...
وذكر وزيرالداخلية في هذا الصدد أن المعلومات المتوفرة بينت أن عبد القادر بلعيرج زعيم الشبكة تشبع منذ السبعينيات بأفكار التيارات والتنظيمات الراديكالية الإسلامية من بينها جماعة "الإخوان المسلمين" و"الطلائع الإسلامية" و"حزب التحرير الإسلامي"، وانخرط سنة1980 في صفوف الحركة الثورية الإسلامية المغربية، ثم التحق سنة1982 ب"حركة المجاهدين في المغرب" الذي يدعو إلى إنشاء مشروع يهدف إلى زعزعة الاستقرار داخل المملكة.
وِأضاف بنموسى المدعو "عبد القادر بلعيرج" حضر سنة1992 الاجتماع التأسيسي للشبكة الإرهابية بمدينتي طنجة والدار البيضاء، والذي وضع المنطلقات الفكرية والتنظيمية لهذه الشبكة.
وقال إن المعني بالأمر كانت له بعد ذلك العديد من الأنشطة، إذ كثف منذ سنة 2000 من تنقلاته بين المغرب وبلجيكا قصد إحداث خلية بالمغرب، وذلك بتنسيق مع عدد من تنظيمات الإرهاب الدولي، من ضمنها منظمة "القاعدة" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" و"الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية".
وبخصوص أعضاء الشبكة، أشار شكيب بنموسى إلى أن التحريات التي باشرتها السلطات الأمنية بينت أن بعض أعضاء الشبكة تم استقطابهم من صفوف "حركة الشبيبة الإسلامية المغربية"، مما يبين - حسب وزير الداخلية - أن عبد القادر بلعيرج كان يطمح للتوحيد بين أنشطة هذه الحركة و"حركة المجاهدين في المغرب".
وبخصوص التحقيقات الأولية مع الأشخاص الذين تم اعتقالهم قال بنموسى " إنها مكنت من تأكيد التورط المباشر لعناصر قيادية داخل حزب "البديل الحضاري" وجمعية "الحركة من أجل الأمة" ، إذ تم اعتقال كل من مصطفى معتصم الأمين العام للبديل الحضاري ومحمد أمين ركالة الناطق الرسمي للحزب ومحمد المرواني وعبد الحفيظ السريتي عن "الحركة من أجل الأمة"، كما تم اعتقال العبادلة ماء العينين عضو حزب العدالة والتنمية وحميد نجيبي عضو الحزب الاشتراكي الموحد.
وتشير المعلومات المتوفرة، يضيف الوزير، إلى أن بعض هؤلاء الأشخاص قد شاركوا مع عبد القادر بلعيرج في الاجتماع التأسيسي للشبكة الإرهابية في مدينتي طنجة والدار البيضاء سنة1992 ، والذي انتخب خلاله محمد المرواني أميرا للشبكة.
من جانب آخر أبرز بنموسى أن الشبكة اتخذت في هيكلتها أو عملها وجهتين؛ الأولى سياسية مفتوحة أسفرت عن إحداث جمعيتين "جمعية البديل الحضاري" سنة1995 و"الحركة من أجل الأمة" سنة1998 ، وتأسيس حزب "البديل الحضاري" سنة2005 ، والثانية سرية تعتمد العمل المسلح حيث قامت الشبكة منذ1992 بتأسيس أولى خلايا جناحها العسكري بالدار البيضاء تحت اسم "مجموعة العمل الخاص" فيما أسست خلية مماثلة بالقنيطرة سنة2001 .
وقد حضر هذا اللقاء بالخصوص، الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي، وين الشرقي اضريص، المدير العام للأمن الوطني، ومحيي الدين أمزازي، الوالي المدير العام للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية.