في تغطيتها لقضية اعتقال مصطفى المعتصم أمين عام حزب البديل الحضاري، ونائبه الأمين الركالة، ومحمد المرواني أمين عام حزب الأمة، وعبد الحفيظ السريتي مراسل قناة المنار، والعبادلة ماء العينين عضو العدالة والتنمية، كشفت الصحف الوطنية الصادرة أمس الأربعاء، عن وجود اندهاش واستغراب قوي وسط الفاعلين السياسيين والحقوقيين من حدث الاعتقال المفاجئ. الاتحاد الاشتراكي في هذا الإطار كتبت صحيفة الاتحاد الاشتراكي في صفحتها 3 تقول إنه يسود نوع من الاندهاش في صفوف مجموعة كبيرة من السياسيين والحقوقيين الذين استغربوا إدراج أسماء قياديين ضمن أحزاب سياسة معترف بها، وأخرى معروفة بمواقفها المعتدلة التي لم تتردد في كل اللحظات عن إدانة الإرهاب والدعوة إلى الحوار بين مختلف الحساسيات السياسية يسارية كانت أو إسلامية، علمانية كانت أو دينية. وأوردت الصحيفة موقف إسماعيل العلوي الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أكد فيه أن القيادات الحزبية المعتقلين كانوا دائما يتسمون بالاتزان وحريصين على العمل في إطار ما هو سياسي، واعتبر اعتقالهم بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية يثير الذهول، كمااعتبرهم أبرياء إلى أن يثبت العكس. المساء من جهتها، كتبت صحيفة المساء في ركنها المعنون بـ مع قهوة الصباح تقول إن اعتقال السلطات المغربية لمصطفى المعتصم ونائبه الأمين الركالة ومحمد المرواني الذي يطالب منذ مدة بحزب سياسي أطلق عليه اسم حزب الأمة، اعتقال يدعو إلى الشك والريبة في انحراف مسار مكافحة الإرهاب واتجاهه إلى تصفية حسابات سياسية مع بعض الأطراف المعروفة باعتدالها الفكري والسياسي واستعدادها للمشاركة السياسية على منوال العدالة والتنمية. وأضافت القول من حق الأمن التحقيق مع كل مشتبه به، أو كل من يملك معلومات حول أي ملف، لكن وظيفة الأمن والاستخبارات كذلك معرفة الخارطة السياسية والفكرية للحركات والتيارات الفكرية والدينية والسياسية والتحرك على ضوء هذه المعرفة، وعدم جمع البيض كله في سلة واحدة..إن اعتقال المرواني والمعتصم وغيرهما تدل على غياب الحرفية في عمل الأجهزة حتى لا نشك فيما هو أبعد. الصباحية صحيفة الصباحية أوردت من جهتها، وفي صفحتها الثانية كتبت تحت عنوان اعتقال المعتصم والركالة والمرواني أكبر مفاجأة في ملف الإرهاب، وقالت إن كثيرا من السياسيين والحقوقيين لم يستوعبوا نبأ اعتقال المعتصم الذي ترشح في انتخابات 7 شتنبر الماضية بدائرة درب السلطان بالبيضاء، وأضافت الصحيفة أن التعليقات ترواحت بين وصف الاعتقال بـالغريب والعجيب وبـ غير المفهوم، وبـ الغامض بالنظر إلى ان البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة رغم مرجعيتهما الإسلامية أقرب إلى أحزاب اليسار من حزب إسلامي مثل العدالة والتنمية. بيان اليوم أما صحيفة بيان اليوم الناطقة باسم حزب التقدم والاشتراكية، فأكدت على صدر صفحتها الأولى أن اعتقال أمين عام حزب البديل الحضاري ونائبه الأمين الركالة، وأمين عام حزب الأمة محمد المرواني خلّف مفاجأة واستغرابا وسط الطبقة السياسية بالمغرب، ونقلت الصحيفة رأي مصطفى الرميد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي اعتبر أن هناك خطأ سياسيا لكون أن القيادات المعتقلة يجمعهم شيء واحد هو انتماؤهم قبل سنة 1996 لجماعة كانت تسمى الاختيار الإسلامي، وكل حديث عن اكتشاف مخطط إرهابي مجرد كلام فارغ. بدورها قالت صحيفة الأحداث المغربية أوردت مقالتين عن مسار القياديين الإسلاميين الذين اعتقلوا، وأكدت أنه بالرغم من المعلومات القليلة التي تسربت من التحقيق الأولي الجاري معهم، فإن اعتقالهم يعتبر فريدا في مسلسل محاربة الإرهاب، وأضافت الصحيفة أنه لا أحد كان يتصور أن محمد المرواني أمين عام الحركة من أجل الأمة، ومصطفى المعتصم أمين عام البديل الحضاري، سينتقلان من السماح لهم يتمثيل الإسلاميين المعتدلين في مسيرة التنديد بالإرهاب في الدارالبيضاء سنة 2003 التي منع فيها العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان إلى أن يصبحا متهمين بالانتماء لشبكة تخطط للقيام بأعمال إرهابية. الصباح وفي الاتجاه نفسه، أوردت صحيفة الصباح موقفا لعبد الحميد أمين نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، اعتبر فيه اعتقال المعتصم والمراوني والركالة والسريتي يدخل في إطار الاعتقال التعسفي، وقال أمين لا أعتقد أن مثل هؤلاء الأشخاص المعروفين بمواقفهم السياسية والفكرية لدى الجميع، بإمكانهم الانتماء إلى خلية إرهابية، إن الاعتقال بهذه الطريقة إجراء خطير ضد شخصيات معروفة كام يمكن الاستماع إليهم في حالة سراح دون هذه الضجة الكبيرة، وأضاف الأمين القول أطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين والسماح لمحاميي الجمعية بالاطلاع على ملفاتهم وتحديد مكان اعتقالهم، والجمعية ملزمة بمتابعة هذا الملف حتى إطلاق سراح هؤلاء القادة بدون قيد أو شرط. المغربية إلى ذلك، نقلت الصحراء المغربية استغراب السياسيين من حدث الاعتقالن وكتبت تقول اعتقال المعتصم والمرواني والركالة يثير استغراب سياسيين، كما أوردت تصريحا لمحمد مجاهد، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، أكد فيه استغرابه لما حدث، وقال إننا ما زلنا تحت وقع المفاجأة، فالخبر فاجأنا بشكل كبير. الشرق الأوسط دوليا ذكرت صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن، أن المتهم عبد القادر الختير الذي اعتقل في وقت سابق، هو من ذكر على ذمة التحقيق معه أسماء المعتصم والمرواني ووالركالة. أوردت تصريحا لمحمد العوني عضو المكتب السياسي لليسار الاشتراكي الموحد الذي استغرب اعتقال القيادات الحزبية المذكورة، وذكر العوني أن أحزاب البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة لها علاقة جيدة مع أحزاب اليسار الديمقراطي، وتنسق معهم لكونهم يؤمنون بالنظام السياسي ويطالبون بتطبيق الديمقراطية. خارج السرب غير أن صحفا قليلة أخرى، اختارت أن تغرد خارج السرب، أو تكتفي بالخبر دون موقف واضح مما جرى من اعتقال لرموز وطنية معروفة بمواقفها الصريحة والمعلنة، وتعمل منذ سنوات طويلة في إطار الشرعية والقانون، وتناضل كباقي التيارات والأحزاب السياسية من أجل الديمقراطية والإصلاح، في هذا الإطار كتبت رسالة الأمة متسائلة على صدر صفحتها الأولى تقول هل هي بداية التمويه بالجناح السياسي والعمل برديفه العسكري؟، وهو عنوان يمتح من النفس الاستئصالي والإرهابي، الذي يستغل الفرص السيئة للإيقاع بمن يريد من الأبرياء، وأضافت إن اعتقال 23 شخصا بعد تفكيك شبكة وصفت بـ الإرهابية الخطيرة، لها صلة بالفكر الجهادي، من بينهم المعتصم والمرواني، يطرح كثيرا من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول حقيقة ما يسمى بـ الحركة الإسلامية بالمغرب وظروف نشأتها وطبيعة أهدافها وغاياتها، وأدوات اشتغالها وكذا مواقفها المعلنة وغير المعلنة. إسماعيل حمودي