دعا رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيث، أمس الأحد، إلى تفعيل سياسات التضامن على صعيد إسبانيا أمام التدفّق المكثّف لقوارب الهجرة غير النظامية على جزُر الكناري، كما شدّد على تفعيل آليات ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم، لاسيما تلك التي تجمعها اتفاقيات مع المملكة الإيبيرية في هذا الإطار. وأشار بيدرو سانتشيث إلى الوضع الذي يعيشه الأرخبيل الكناري بسبب تدفّق المهاجرين غير القانونيين خلال الندوة الصحافية التي أعقبت مشاركته، عن بعد، في قمة العشرين التي استضافتها السعودية نهاية الأسبوع، ودعا إزاء ذلك إلى تقوية التعاون بين البلدان الأصلية لهؤلاء المهاجرين وبلدان العبور، والتأكيد على استمرار محاربة المافيات المتاجرة بالأرواح البشرية. وبخصوص وصول قوارب المهاجرين إلى الشواطئ الكنارية، قال سانتشيث إنه يجب منح عناية أكبر لهذا الموضوع، مؤكِّداً أن ذلك هو ما تعمل عليه الحكومة من خلال مختلف وزاراتها، مثل وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، ووزارتي الداخلية والدفاع. وبناءً على ذلك، دافع المسئول الإسباني عن سياسات التضامن وإعادة المهاجرين إلى بلدانهم وضرورة تفعيلها على صعيد المملكة الإسبانية بأكملها. وأعلن رئيس الحكومة الكنارية، آنخيل فيكتور طوريس، في وقت لاحق عبر تغريدة على حسابه ب"تويتر"، أن تلك التصريحات جاءت بعد الاتصال الذي أجراه مع رئيس الحكومة الإسبانية أمس الأحد، كما عبّر عن تقديره لمضمون خطاب بيدرو سانتشيث، مبرزا ضرورة تفعيل عام لسياسات التضامن على مستوى البلاد في القريب العاجل. وقال فيكتور طوريس، في ندوة صحافية جمعته يوم الجمعة الماضي مع وزير الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، خوسي لويس إسكريفا، إن جزر الكناري، التي وصل إليها هذه السنة لوحدها ما يقارب 18.400 مهاجر غير نظامي، ترفض أن تكون المنطقة الإسبانية الوحيدة التي يجب أن يبقى فيها هؤلاء المهاجرون. وتوجّه رئيس حكومة إسبانيا، أثناء مداخلته، بالشكر إلى الحكومة الكنارية ومختلف المجالس والبلديات بجزر الكناري على التضامن غير الاعتيادي الذي أبانت عنه أمام هذه الأزمة؛ وأرجع أسباب تدفّق المهاجرين غير النظاميين على الأرخبيل الكناري بأعداد لم تُسجّل منذ 14 عاماً إلى التدهور الحاد للوضع الاقتصادي بإفريقيا جرّاء وباء كورونا. وتنبّأ سانتشيث بأن هذا التدفُّق سوف يستمر، وذكّر بأن بلدان عبور المهاجرين كالمغرب وعدد من البلدان الإفريقية تعاني هي الأُخرى من ضغط موجات الهجرة القادمة من جنوب الصحراء؛ وفي إطار المقارنة بين أزمة الهجرة الحالية وتلك المسجّلة سنة 2006، نبّه إلى أنه لا يجب إغفال السياق الخاص الذي فرضته الجائحة العالمية هذه السنة، ما عجّل بغلق الحدود بين دول العبور، وهو ما يجعل ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم أمراً صعباً للغاية.