بعدمَا وصل أزيد من 18 ألف مهاجر غير نظامي للجزر الكناري في ظرف عام واحد، قدرت منظمات إسبانية غير حكومية أنَّ نصفهم من جنسية مغربية، يحل يوم الجمعة، وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا نحو الرباط للاتفاق مع الجانب المغربي على صيغ جديدة لإعادة المغاربة العالقين وتباحث كيفية تعزيز السيطرة على سواحل الأطلسي. ونقلت صحيفة "إلفارو دي سبتة" أنَّ هذه الزيارة تأتي في ذروة أزمة الهجرة في جزر الكناري، إذ وصل النصف من 18 ألف مهاجر غير نظامي في الشهر الماضي وحده، وذكرت أن وزير الداخلية الإسباني لن يحضر للرباط وحده، إذ من المرتقب أن يكون إلى جانبه وزير الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة خوسيه لويس إسكريفا. وعلى الرغم من أن الحكومة الإسبانية لا تقدم تفاصيل حول جنسيات الوافدين من المهاجرين غير النظاميين، إلا أنه يُقدر أن نصفهم مغاربة، لذلك يُنظر إلى زيارة مارلاسكا على أنها محاولة للاتفاق مع الرباط على آليات جديدة لإعادة المهاجرين المغاربة وبحث كيفية تعزيز سيطرة المغرب على سواحل الأطلسي. إسبانيا متوجسة من "ثغراث" الهجرة في الجنوب ونقلت الصحيفة الإسبانية أيضًا، أنَّ المهاجرين غير النظامين ظلوا يرتكزون على التسلل من ثغرات تقليدية عبر سواحل المضيف والبحر الأبيض المتوسط، غير أنه في الآونة الأخيرة، وقعت طفرة جديدة، إذ تحوَّل المهاجرين غير النظامين نحو ثغرات أخرى جنوب المغرب، والصحراء المغربية، إذ أصبحت المنطقة معبرا للمرشحين للهجرة، وبدأ من الصيف العام الماضي، ارتفعت وتيرة التسلل نحو جزر الكناري، وقلَّت خلال إجراءات الحجر الصحي التي فرضها المغرب العام الجاري بسبب فيروس كورونا. وترى الرباط، أنها أحد البلدان الأفريقية القليلة التي لديها استراتيجية للهجرة سمحت بوقف حوالي 50000 شخص كانوا مرشحين للهجرة في ظرف وجيز، لكن الأزمة المزدوجة للجفاف والوباء كانت بمثابة ضربة قاسية للبلاد، مما اضطر العشرات من الشبان للهجرة بطرق ملتوية خلال أزمة الوباء، واظهرت شرائط فيديو، العديد من الراحلات البحرية على متن قوارب تضم العشرات من الشبان، وصلوا إلى جزر الكناري، كان آخرهم قارب توقف في جزيرة لانزروتي، غادر من سواحل مدينة آسفي المغربية.