أنعشت أعياد الميلاد حركة قوارب الموت في مضيق جبل طارق وبحر البوران والبحر الأطلسي، إذ وصل ما يزيد عن 350 مهاجرا سريا إلى السواحل الإسبانية منذ يوم الثلاثاء الماضي، علما أن أزمة الهجرة السرية تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنة الجارية مقارنة مع السنة الماضي؛ لكنها ارتفعت بين سواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة وجزر الكناري مقارنة مع السنة الماضية. وتشير التوقعات إلى انتقال حركة الهجرة غير النظامية إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة بعد تشديد السلطات المغربية المراقبة على تحركات المهاجرين غير النظاميين في الشمال، إلى جانب ترحيل المئات منهم سواء من مدن الشمال والداخل إلى تيزنيت والجنوب. وعلى الرغم من الدعم المالي واللوجستي الذي يخصصه الاتحاد الأوروبي للمغرب، إلا أنه يتوقع استمرارا لأزمة الهجرة السرية في 2020 في ظل استمرار أسبابها، لاسيما الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها العديد من الدول الإفريقية. وتتحدث المعطيات المحينة عن إنقاذ 200 مهاجر ما بين السواحل المغربية والإسبانية، رجالا ونساء وأطفالا، يوم الثلاثاء الماضي، كانوا على متن قوارب مهترئة. فيما 120 مهاجرا آخرا تم إنقاذهم ما بين يومي الأربعاء الماضي وأول أمس الخميس قبالة الجزر الجعفرية، علاوة على إنقاذ 18 مغربيا قبل أن يتم نقلهم إلى مدينة مليلية المحتلة. كما تم إنقاذ العشرات من المهاجرين في جزر الكناري. مصادر مهتمة بقضية الهجرة أرجعت هذه الانتعاشة إلى اعتقاد المهاجرين أن السلطات الإسبانية لن تشدد المراقبة الأمنية على سواحلها بحكم عطلة أعياد الميلاد، وهي حالة شبيهة بما يحدث في المغرب في عيدي الفطر والأضحى، حيث تسجل عمليات الحريك على متن قوارب الموت أو اقتحام السياجات الحدودية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلة، اعتقادا من المهاجرين بأن الحراسة الأمنية مخففة. علاوة على أن الأنباء التي تحدثت حديثا عن بدء وصول دعم لوجستي للمغرب قد يدفع المهاجرين للحريك خوفا من إغلاق الحدود كليا في مقبل الأيام. وتابعت، كذلك، أن تشديد المراقبة والدوريات الأمنية في مدن الشمال ومدن الوسط مثل الرباط على المهاجرين، قد ينقل تدفقات الهجرة إلى سواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة. إلى جانب إمكانية أن تكون الأحوال الجوية ساهمت في انتعاشة الهجرة بحر هذا الأسبوع. وبخصوص حصيلة 2019 حول الهجرة، قال سعيد طبل، رئيس لجنة الهجرة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ل”أخبار اليوم” إن هناك ثلاثة مستويات: أولا، هناك تشديد الحراسة في جميع بوابات الهجرة إلى أوروبا، بما فيها البوابة المغربية الإسبانية؛ ثانيا، تم تشديد الضغط على سفن الإنقاذ في 2019، ما يعني أن عدد الوفيات سيكون مرتفعا نسبيا مقارنة مع عدد مرشحي الهجرة؛ ثالثا، اتفاقيات الدعم الموقعة مع دول منها المغرب، ليست مجانية، بل هي مجرد ترحيل للمشكل إلى بلداننا. لهذا يتوقع أنه إذا استمرت الأسباب ستستمر أزمة الهجرة سنة 2020.