أشادت أرانتشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، بالجهود المغربية في محاربة ظاهرة الهجرة غير النظامية، مؤكدة أن الرباط تتعاون بشكل كبير مع مدريد للحد من تدفق الأعداد الكبيرة ل"قوارب الموت"؛ وذلك على خلفية التصاعد المقلق للمهاجرين في أرخبيل جزر الكناري، خلال الأشهر المنصرمة. وأفادت غونزاليس لايا، من خلال منشورات إعلامية "إيبيرية"، بأن "أزمة الهجرة" في جزر الكناري مردها إلى شبكات إجرامية تُناط بها مهمة تهريب مُهاجري "القارة السمراء"، الطامحين إلى عبور البحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى "الإلدورادو الأوروبي". وقد أغرقت موجات الهجرة جزر الكناري، التي استنفرت أجهزتها الأمنية لتكثيف المراقبة عبر الحدود، بعدما استقبلت أزيد من 15 ألف مهاجر إفريقي منذ مستهل الموسم الحالي، حيث لم يسبق لهذا الأرخبيل أن سجّل هذه المعدلات المرتفعة منذ سنوات خلَت. وتحدثت قصاصة إخبارية لصحيفة "إلبريوديكو" الإسبانية عن الضغط ا كبير الذي تواجهه السلطات المحلية في حكومة جزر الكناري خلال الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى "انهيار" البنيات التحتية المخصصة لاستقبال الوافدين، لا سيما أن مشكل الهجرة قد انضاف إلى الأزمة الصحية التي يُكابدها الأرخبيل. بذلك، أكدت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية أن فئة الشباب العاطلين عن العمل في بلدان المنشأ هي التي تركب "قوارب الموت" المتجهة نحو الضفة الأوروبية، خاصة في ظل الطارئ الصحي الذي تسبّب في ضعف الحركة الاقتصادية بهذه الفواعل. ولفتت المُشرفة على الجهاز الدبلوماسي الإسباني إلى أن مدريد تُحافظ على روابط الاتصال مع البلدان الإفريقية، التي تُعدّ منبع المهاجرين غير النظاميين، قصد البحث عن سبُل إعادتهم إلى دول الإقامة، مشيرة، في هذا الصدد، إلى زيارة وزير الداخلية إلى المغرب لتدارس أوضاع الهجرة في جزر الكناري. ودعت الحكومة المحلية بجزر الكناري إلى تقاسم أعباء الهجرة غير النظامية التي تعاني منها، داعية الحكومة المركزية والبلدان الأوروبية إلى القيام بأدوارها في هذا المجال، من أجل الحدّ من أعداد المهاجرين الكبيرة خلال الأشهر الأخيرة، من خلال إنشاء برامج عملياتية جديدة تُعنى بهذه الأزمة. ودعا فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، إلى تدعيم آليات التعاون الثنائي بين مدريدوالرباط، مبرزاً، في تصريح لوسائل الإعلام قبل حلوله بالمغرب، أن "العلاقات الثنائية بين البلدين متينة ومستقرة للغاية"، معتبرا أن "المغرب شريك إستراتيجي في مجال الهجرة".