إجماع إسباني على مواجهة خطوة البرلمان المغربي بشأن الحسم في ترسيم الحدود البحرية للأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث توحّدت الحكومة المركزية بمدريد والحكومة المحلية بجزر الكناري على معارضة المخرجات التي ستترتب عن العملية التشريعية بالرباط. ونقلا عن وسائل الإعلام في المملكة الإيبيرية، فقد توعد أنخل فيكتور توريس، رئيس جزر الكناري، الحكومة المغربية بالدفاع عن "السيادة الإسبانية" في المياه البحرية الإقليمية، محذرا المؤسسة التشريعية من "المساس" بحدود الأرخبيل الإسباني. وقال رئيس الحكومة المحلية في جزر الكناري إن "الحكومة المركزية ومعها الحكومة المحلية ستتصديان لمحاولة المملكة المغربية المساس بمليمتر واحد يخص المياه البحرية للأرخبيل"، مشيرا إلى أن "حكومة جزر الكناري ستوافق على قرار مؤسساتي يروم الدفاع عن حدودها البحرية ردّا على القرارات الانفرادية للمغرب". وبخصوص موقف مدريد الرسمي من "الأزمة الصامتة"، قال فيكتور توريس، في تصريحات صحافية، إن "الحكومة الإسبانية التي يترأسها بيدرو سانشيز تساند الموقف الرسمي لجزر الكناري بالدفاع عن حدودنا البحرية"، موردا أنه أجرى مباحثات مع وزيرة الخارجية الجديدة، أرانتشا غونزالز لايا، الثلاثاء، أيدت من خلالها "الموقف ذاته الذي يخصّ الدفاع الواضح عن المياه الإقليمية". ودعّمت جميع القوى السياسية الممثلة في البرلمان المحلي لجزر الكناري، ردّا على إجماع البرلمان المغربي، خطوة مواجهة "القرار الانفرادي" للمملكة المغربية القاضي بترسيم حدودها في المياه الإقليمية قبالة الأقاليم الجنوبية، مستبعدة إقدام المغرب على ذلك بدون التوافق مع إسبانيا، وهو ما سيحضر بالتأكيد في الزيارة الرسمية التي ستجمع بين مدريد والرباط في الرابع والعشرين من يناير الجاري. وسبق للحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا أن طالب بترسيم الحدود البحرية المجاورة لجزر الكناري ولثغري سبتة ومليلية في إطار اتفاق ثنائي مشترك. وعلى المسار نفسه، سار ممثل حزب "بوديموس" الإسباني بجزر الكناري، الذي أعرب عن رفضه لما أسماه ب"القرار الانفرادي" الذي أعلنت عنه الحكومة المغربية، ودعا إلى "فتح مفاوضات بين المغرب وإسبانيا بمشاركة كل من البرتغال وموريتانيا". كما عبّر حزب "فوكس" اليميني، المعروف بمواقفه المتشددة، عن امتعاضه مما وصفه ب"الإهانة" التي ترتبت عن الخطوة المغربية، قائلا إن "المغرب يستفيد من ضعف الحكومة الإسبانية للإعلان عن التصعيد"، مضيفا بلهجة حادة أن "غياب الرد الرسمي من لدن الحكومة يُظهر إسبانيا على أنها ضعيفة". وتحلُّ وزيرة الخارجية الإسبانية الجديدة، أرانتشا غونزالز لايا، بالمغرب في ظل توجس كبير بين البلدين خلال الشهر الأخير، بسبب ترسيم المغرب لحدوده البحرية الجنوبية، وكذا قراره إغلاق الباب أمام تجارة "التهريب المعيشي" بمعبر سبتة، وهو ما تعاطت معه إسبانيا ب"قلق كبير" من خلال نشرها لطائرات "إف-16" قبالة سواحل جزر الكناري.