لم يجد الاتّحاد الأوروبي "مبرّراً" حاسماً يُشرعنُ بهِ تدخّله في النّزاع المغربي الإسباني حول تعيين الحدود البحرية بالشّريط الأطلسي، إذ أبدى الممثل السّامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن، جوزيب بوريل، ثقته في أنّ "وزيري خارجية إسبانيا والمغرب يمكنهما أن يحلا في ما بينهما النزاع حول تعيين الحدود البحرية شرق المحيط الأطلسي". ويسودُ تخوّف داخل المشهد الإسباني من أن تتحوّل خطوة ترسيم المغرب حدوده البحرية إلى ورقة ضغط تستعملها الرّباط لتهديد مصالح "مدريد" في الأطلسي؛ بينما طالبت أحزابٌ مركزية بتدخّل الاتحاد الأوروبي باعتباره هو الآخر معنيا بهذه المسألة، لارتباطهِ ببروتوكول الصّيد البحري مع المملكة. وقال الممثل السّامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحافي عقده في برلين: "أنا متأكد تمامًا من أن إسبانيا والمغرب سيكونان قادرين على حل هذه المشكلة عبر المسار الثنائي للمفاوضات"، مستدركاً بالقول: "إذا لم يكن الأمر كذلك فسنرى ما يجب القيام به. لكنني واثقٌ من أنّه سيتمّ حل هذا الملف بشكل ثنائي". في هذا الصدد، أشاد رئيس الدبلوماسية الأوروبية بإعلان المملكة المغربية رعايتها جولات الحوار مع الجار الإسباني لتجاوز الأزمة التي يطرحها ترسيم الحدود البحرية، مبرزاً أنّ "الاتحاد الأوروبي سيتدخّل في حال فشلت الأطراف المعنية في إيجاد حل متوافق عليه". وأبدت وزيرة الخارجية الإسبانية، غونزاليس لايا، في زيارتها الأولى إلى المغرب، تفهّمها خطوة المملكة ترسيم حدودها البحرية، "على اعتبار أن ذلك حقّها السّيادي"، مضيفة أنّ "للمغرب الحق في بدء العملية التشريعية لترسيم حدوده البحرية"، وأن عليه "احترام النفوذ البحري لإسبانيا". ودعمت جميع القوى السياسية الممثلة في البرلمان المحلي لجزر الكناري، ردّا على إجماع البرلمان المغربي، خطوة مواجهة "القرار الانفرادي" للمملكة المغربية القاضي بترسيم حدودها في المياه الإقليمية قبالة الأقاليم الجنوبية، مستبعدة إقدام المغرب على ذلك بدون التوافق مع إسبانيا. وسبق للحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا أن طالب بترسيم الحدود البحرية المجاورة لجزر الكناري ولثغري سبتة ومليلية في إطار اتفاق ثنائي مشترك. وعلى المسار نفسه سار ممثل حزب "بوديموس" الإسباني بجزر الكناري، الذي أعرب عن رفضه ما أسماه "القرار الانفرادي" الذي أعلنته الحكومة المغربية، ودعا إلى "فتح مفاوضات بين المغرب وإسبانيا بمشاركة كل من البرتغال وموريتانيا". كما عبّر حزب "فوكس" اليميني، المعروف بمواقفه المتشددة، عن امتعاضه مما وصفه ب"الإهانة" التي ترتبت عن الخطوة المغربية، قائلا إن "المغرب يستفيد من ضعف الحكومة الإسبانية لإعلان التصعيد"، ومضيفا بلهجة حادة أن "غياب الرد الرسمي من لدن الحكومة يُظهر أن إسبانيا ضعيفة".