احتضن المركب الثقافي بخريبكة، عشية السبت، ندوة تربوية، نظمتها جمعية مدرسات ومدرسي المواد الاجتماعية بإقليمخريبكة، وخُصّصت لتقديم قراءة في كتاب "تعلم التحقيب التاريخي: استيعاب نموذج ديداكتيكي وأجرأته" لمؤلّفيه محمد صهود وعبد الخالق كلاب وعبد الفتاح هشمي. وبعد أن افتتح صالح لكحل، رئيس الجمعية، الندوة بكلمة افتتاحية، تضمنت الترحيب بالضيوف والتأكيد على أهمية الكتاب في الرقي بالممارسة الديداكتيكية لتدريس المواد الاجتماعية، تولى جمال الدين البوزيدي، مفتش المواد الاجتماعية بمديرية إقليمخريبكة، تقديم كلمة حول أهمية كتاب "تعلم التحقيب التاريخي.."، وما سيضيفه إلى ديداكتيك مادة التاريخ. وتوالى على تقديم المداخلات مؤلفو الكتاب، حيث أوضح محمد صهود السياق الذي دفع إلى كتابة هذا المؤلف، وهو دراسة نظرية تقدم بها الكاتب سابقا، مؤكدا "أهمية بناء التحقيق عوض استهلاكه". وبعد ذلك تدخل عبد الخالق كلاب لتقديم الخطوات المنهجية الثماني عشرة للتنزيل الديداكتيكي للتحقيب التاريخي، مشددا على أهمية البناء الإشكالي والنهج التاريخي ومفاهيمه المهيكلة. أما عبد الفتاح هشمي فأبرز السياق الذاتي الذي دفعه إلى الانخراط في إنجاز هذا العمل، مبرزا نقط قوته المنهجية والقيمية. كما قدم الدراسة التطبيقية التي ساهم بها في هذا الإطار. وعرف النشاط مشاركة مجموعة من الأساتذة الحاضرين، الذين قدموا تساؤلات ديداكتيكية نابعة من الممارسة الفصلية، ومغذية للنقاش العلمي الذي ميز الندوة التربوية، من قبيل التساؤل عن الطرق الأنجع لتنزيل هذا النموذج الديداكتيكي في الفصول الدراسية، ومدى التوافق والاختلاف بين التحقيبين الأوربي والإسلامي، والمنعطف التاريخي في علاقة المغرب بالجارة الجزائر. واختتم اللقاء الفكري بمداخلة للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، حيث قدّم كلمة شكر لجمعية مدرسات ومدرسي المواد الاجتماعية بخريبكة، ورّحب بمؤلفي الكتاب موضوع الندوة، مؤكدا استعداد المديرية لتوفير كل الدعم اللازم لمثل هذه الأنشطة التربوية القيمة. يُشار إلى أن منظمي هذا اللقاء حرصوا على تنفيذ مقتضيات البروتوكول الصحي المرتبط بتفشي "كوفيد- 19"، من خلال تحديد عدد المشاركين في 50 فردا فقط، واستقبالهم في قاعة شاسعة تتّسع لمئات الأشخاص، من أجل توفير قدر كبير من التباعد الجسدي ومسافة الأمان بين المشاركين في الندوة.