أثارت تدوينة حول الصّحراء المغربية منسوبة للإعلامية الجزائرية خديجة بن قنّة، التي تعملُ في قناة الجزيرة القطرية، غضب نشطاء مغاربة على موقع التّوصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث رفض قطاعٌ كبير من المدوّنين ما اعتبروه "تدخّلاً من طرف الإعلامية في شؤون المملكة" بعدما تحدّثت عن مدينة "العيون" الصّحراوية. وخلّفت تدوينة كتبتها أوّل أمس الإعلامية التي تشتغلُ في قناة الجزيرة القطرية غضباً واسعاً في صفوف المغاربة، قبل أن تعمد إلى حذفها من حسابها. وحاولت الصّحافية الجزائرية ربط فتح دولة الإمارات العربية المتّحدة قنصلية عامّة في مدينة العيون المغربية بسياق التّطبيع، قائلة: "الإمارات تفتتحُ قنصلية في مدينة العيون الصّحراوية". ورفضَ قطاع كبير من المغاربة فحوى التّدوينة واعتبروها غير موفّقة من إعلامية تخطّت كلّ مشاكل بلادها وحشرت أنفها في شؤون المملكة الدّاخلية، حيث عمدت إلى نقل تصريحات لمقرّبين من السّلطة الجزائرية تحدّثوا عن أنّ "الخطوة الإماراتية تهدف إلى محاصرة الجزائر في سياق التّطبيع مع إسرائيل". وقال معلّق مغربي يدعى جناتي: "الدول التي تحركت لفتح قنصلية بالعيون فعلت ذلك ليس غصبا ولكن إيمانا بشرعية القضية، وهذا ما ستفعله الإمارات العربية"، مضيفا: "كل هذا لا علاقة له بالتّطبيع مع إسرائيل. والمغرب أوضح موقفه من صفقة القرن، هذا الموقف متجدد بحسب التطورات في المشهد العالمي وتحكمه المصلحة الذاتية للمغرب". وربطت الإعلامية بن قنّة بين خبر فتح القنصلية في العيون واجتماع عقد في نيويورك الأسبوع الماضي "جمع دبلوماسيين إسرائيليين ومغاربة وأمريكيين لتطبيع العلاقات الإسرائيلية المغربية"، على حدّ تعبيرها. وعبّرت النّاشطة السّياسية فاطمة النّهاري عن رفضها لفحوى تدوينة بن قنّة، وقالت: "الجزائر هي السبب في إضعاف موقف المغرب". وأضافت: "كان على الجزائر أن تهتم أكثر بقضاياها الداخلية وأن تحاول تحسين وضع مواطنيها. وبدل ضخ الأموال في دعم كيان وهمي، كان عليها توفير هذا المال واستثماره في مشاريع تساعد الشباب أو تفك أزمة السكن". وتابعت: "إذا اعتقدت الجزائر الشقيقة أن استقرارها سيتحقق بعدم استقرار جارتها، فبرأيي على الشعب أن يجبر مسيريه على حضور حصص تاريخ وجغرافيا حتى لا يخاطروا بأمن غيرهم وأمن وطنهم، وبالمرة حصص رياضيات حتى يحسبوا مجموع الأموال التي صرفت على الكيان الوهم". وخاطب معلّق آخر يدعى ياسين سردي بن قنة متسائلا: "لماذا لا تتحدثين عن دعم الجزائر وتحريضها وضخ أموال طائلة وتسليح وتشجيع جبهة البوليساريو لعداء المغرب وتقسيم أرضه إلى النصف؟". وتابع: "لقد ظهر الوجه الآخر لأجندات بلدك الأم الجزائر، تساندين التفرقة وتتكلمين عن الأخوة بين العرب". وأشار معلّق آخر إلى أن "افتتاح الإمارات قنصلية في مدينة العيون ضربة موجعة للبوليساريو وحلفائها، أما بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل فمغربنا الحبيب لن يقوم بأي شيء من هذا القبيل". وعمد نشطاء مغاربة إلى نشر وسم "الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه" على صفحة الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنّة. وقال أحد النّشطاء: "إذا كان ما قيل صحيح، فإن المغرب بلد كجميع البلدان يبحث عن مصلحته، لأن الجارة الجزائر تحاول بكل ما أوتيت من مال وبترول وعلاقات أن تمس بوحدة التراب المغربي"، وتابع: "رغم أنني أرى أن من مصلحة المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل لحماية بلاده من الانقسام، وأداة لردع الجزائر عن مخطط التقسيم".