في الوقت الذي تتزايد فيه الأصوات المطالبة بتجريم التطبيع مع إسرائيل في المغرب، كشف استطلاع للرأي منسوب إلى الخارجية الإسرائيلية حول نسبة الاستعداد لإقامة علاقات مع إسرائيل، أنّ 41 في المئة من المغاربة عبروا عن تأييدهم لإقامة علاقات معها. وحسب نتائج الاستطلاع الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، فقد جاء المغرب في الرتبة الثالثة ضمن البلدان التي لشعوبها استعداد لإقامة علاقات مع إسرائيل بنسبة 41 في المئة، وحلت العراق في الرتبة الثانية بنسبة 43 في المئة، وجاءت الإمارات العربية المتحدة في الرتبة الثانية بنسبة 42 في المئة. الاستطلاع المذكور، الذي نشرته "إسرائيل تتكلم العربية"، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، على صفحتها في "تويتر"، صنّف إيران في الرتبة الرابعة ضمن لائحة البلدان التي شملها الاستطلاع بنسبة 34 في المئة، وتونس في الرتبة الخامسة بنسبة 32 في المئة، ثم السعودية في الرتبة السادسة بنسبة 23 في المئة، وجاءت الجزائر في الرتبة السابعة بنسبة 21 في المئة. وشمل الاستطلاع، الذي أجري نهاية سنة 2018، بحسب المصدر ذاته، 1000 شخص في كل دولة من الدور السبع التي أجري فيها، والتي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وانصب السؤال المركزي في استطلاع الرأي المطروح على المواطنين المستطلعة آراؤهم حول مدى استعدادهم لتقبل إقامة بلدانهم علاقات مع إسرائيل. وتباينت آراء المغاربة الذين علّقوا على نتائج الاستطلاع المذكور بين مرحّب بتطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، وبين رافض، بينما شكّك آخرون في مصداقية الاستطلاع، معتبرين أنّه مجرد محاولة لتضليل الرأي العام في مجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكسب تعاطفها. ونشرت نوال شوقي صورة للعلم المغربي والعلم الإسرائيلي وبينهما يدان متصافحتان، دلالة على تأييدها لتطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل، وكتب محمد: "أنا لا تزعجني تقوية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية المخابراتية مع إسرائيل"، وقال معلق آخر: "عاشت إسرائيل". في المقابل، صبّت غالبية التعليقات في اتجاه رفض أي تطبيع للعلاقات بين المغرب وإسرائيل، وعلق محمد عدناوي على الاستطلاع ساخرا: "المغرب في المرتبة الثالثة! متى كان لكيانكم مصداقية لنصدق استطلاعه؟ أنا مغربي وما أعرفه هو أن المغاربة لا يعترفون بشيء اسمه إسرائيل"، مضيفا: "كل الحب والاحترام لفلسطين الحبيبة وقدسنا الشريف وشعبها البطل فخر الأمة من طنجة إلى جاكارتا". من جهته، قال عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إنّ "موقف المغاربة من الكيان الصهيوني معروف، ولا يمكن أن يقبلوا تطبيع العلاقات معه، كما أن موقفهم من القضية الفلسطينية ودعمهم للشعب الفلسطيني واضح، ويعبرون عنه من خلال المسيرات ومختلف تعبيرات التضامن". وأضاف فتحي معلقا على استطلاع وزارة الخارجية الإسرائيلية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ مصداقية استطلاعات الرأي تظل رهينة بمدى مصداقية الجهة التي أنجزتها، وما إذا كانت محايدة"، مضيفا: "حتى إذا افترضنا أن نتائج هذا الاستطلاع صحيحة، فإن الذين شاركوا فيه سيكونون مختارين بعناية، وهم من بعض الداعمين للكيان الصهيوني".