إلى زمن شكسبير ارتحل جمهور حاضرة موكادور ليعيش أجواء الحياة البريطانية في القرن السابع عشر٬ وذلك خلال حفل موسيقي أقامته مجموعة "باساميتزو" مساء الأحد الماضي في إطار الأيام الثقافية البريطانية المنظمة تحت شعار "من ضفة إلى أخرى". تطل جولييت٬ التي تؤدي دورها الفنانة سارة فينتش٬ ولكن هذه المرة من شرفة دار الصويري٬ فتشرئب أعناق الجمهور الذي يملأ ردهة هذا الفضاء٬ لينصت إلى الكلمات المقفاة التي تنثرها جولييت عبر ردهات الفناء٬ تعقبها مقاطع موسيقية حالمة٬ فتحمله إلى قصة أسطورية يعيش تفاصيلها من خلال المقاطع المؤدات ببراعة. تسترسل جولييت في سرد معاناتها وتنزل من الشرفة الداخلية للمنزل٬ ثم تنزل ليعانق الجمهور آلامها٬ لتتخذ بعد ذلك مكانا لها إلى جانب الفرقة الموسيقية التي تشرع في أداء مقاطع موسيقية تترجم مشاعر جولييت إلى نغمات موسيقية. ارتدى الفنانون الموسيقيون والمسرحيون خلال هذا الحفل ملابس تعود إلى القرن السابع عشر٬ وحملوا آلات موسيقية تعود إلى تلك الحقبة٬ أغربها آلة تسمى " هوردي غوردي"٬ وهي شبيهة بصندوق عجائب يديره الفنان من خلال مقبض لتبعث الأصوات الموسيقية المختلفة باختلاف سرعة تدوير المقبض. آلة تشبه العود كانت أيضا من بين زاد الفنانين خلال هذا العرض الموسيقي الذي تخللته مقاطع متنوعة من النصوص الأدبية لوليام شكسبير٬ التي تمت تأديتها بطريقة مسرحية من طرف نساء ارتدين فساتين تميز تلك الحقبة٬ مما أضفى على الأجواء لمحة تراجيدية تعايش خلالها الجمهور مع تعابير الوجه والجسد. واختتم العرض بأداء جماعي مشترك بين الفنانين البريطانيين وعدد من الحاضرين لرقصة تقليدية بريطانية. وتعنى مجموعة "باساميتزو" بقيادة الفنانتين تامسين لويس وسارة فينتش٬ التي تأسست سنة 2001٬ بنقل تاريخ الفن البريطاني من خلال الموسيقى إلى الأجيال الجديدة. ويدخل هذا العرض ضمن برنامج الأيام الثقافية البريطانية التي تحتضنها الصويرة منذ السبت الماضي تحت شعار "من ضفة إلى أخرى"٬ والتي تنظمها جمعية موكادور للسماع والموسيقى الصوفية ومؤسسة " برنامج التربية الدينية والبيئة" البريطانية بتعاون مع جمعية الصويرة موكادور. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية التي اختتمت مساء أمس الاثنين٬ ورشات لفائدة أبناء الصويرة في الرقص الكلاسيكي والمسرح وكذا الطبخ البريطاني في القرن السابع عشر٬ إلى جانب ورشة للتصوير الفوتوغرافي. وكان حفل الافتتاح قد تميز بعرض قدمته جمعية موكادور للسماع والموسيقى الصوفية٬ انتقل من خلاله الجمهور الغفير الذي كان حاضرا بدار الصويري٬ إلى أجواء طقوس كناوة الروحانية.