اختارت الدورة السابعة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة، التي أسدل عليها الستار يوم الأحد الماضي، الاحتفاء بالموسيقى الراقية المعروفة بفن المطروز جوق الراحل عبد الكريم الرايس برئاسة محمد بريول وهو عبارة عن تراث مغاربي يهودي يتألق في أدائه العديد من الأصوات في كل من المغرب و الجزائر وتونس. وشكل المهرجان، الذي نظمته جمعية ومؤسسة الصويرة موكادور بشراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث، تحت شعار "خيط الأشعار المطروزة والموسيقى المنسوجة"، موعدا متميزا لاستحضار التراث الموسيقي المغاربي اليهودي، ووقفة لرد الاعتبار لرجالاته و رموزه من مسلمين ويهود، كما شكل من جهة ثانية مناسبة مهمة للعديد من الفنانين المغاربة ونظرائهم من كافة أنحاء العالم للغناء والانتشاء بالموسيقى التاريخية في أجواء حميمية وراقية. تميز حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان بفضاء المنزه، بإلقاء كلمات أوضح خلالها المتدخلون أن المهرجان يعتبر حدثا فنيا وثقافيا بارزا، يروم إبراز موروثنا الثقافي، وتظاهرة رائدة لإشاعة قيم المحبة والتعايش والحوار والتسامح، كما تميز الحفل بالسهرة الفنية، التي أحياها كل من جوق الراحل عبد الكريم الرايس برئاسة الفنان محمد بريول وضيوفه من كورال "هيفرت دافيد حامليش" من مدينة ستراسبورغ، و الحاخام الفنان حاييم لوك رفقة جوق فاس، الذي أدى بإتقان فريد أجمل وأقوى أغاني فن المطروز. كما عرف فضاء المنزه في اليوم الموالي، تنظيم سهرة فنية متميزة أحيتها الفنانة ريموندا البيضاوية برفقة الفرقة الموسيقية لمصطفى الركراكي، أدت خلالها أغاني جميلة ومتميزة من الملحون والشعبي والأندلسي، تفاعل معها الحاضرون بشكل لافت، وشكلت السهرة كذلك فرصة استمع فيها الحاضرون، من رجال ونساء السياسة والإعلام والثقافة والأعمال، إلى "دويتو" جمع الفنانة فرانسواز أطلان، المتخصصة في دراسة العلوم الموسيقية و الفنان عبد الرحيم الصويري في لقاء ممتع للمطروز المغربي الاسباني. وكان لعشاق الفن المغاربي الأصيل موعد مع الفنان عبد الرحيم المومن، المتخصص في الإنشاد الصوفي وفرقته الموسيقية، ومع مطربة الفلامينكو "اسبيرانزا فرنانديز" برفقة فرقتها الموسيقية كانطي خوندو. واختتم المهرجان في يومه الثالث بتنظيم سهرات متفرقة بدار الصويري مع الفنان الفلسطيني منعم عدوان، الذي أطرب وأمتع الحاضرين بعزفه المنفرد. وبفضاء المنزه التقت في مبادرة اعتبرت تاريخية، أجواق فاس وطنجة ومكناس، تحت إدارة الفنان محمد بريول، وبمشاركة كبار المطربين والمغنيين المنفردين لفن الآلة والمطروز، ويتعلق الأمر بكل من عبد الرحيم الصويري وحاييم لوك وعبد الرحيم عبد المومن ونور الدين طاهري ومجموعة كورال هفرات دافيد حامليش. واعتبر توزيع الجوائز الأولى عن "المحافظة على فن المطروز وأشعاره المنسوجة المهداة واستمراريته"، أهم مستجدات الدورة التاسعة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، الذي تتبع وقائعه كل من أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، ومحمد اليازغي، وزير الدولة، وخالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ونبيل خروبي، عامل إقليمالصويرة، وعدة شخصيات أخرى مغربية وأجنبية. يذكر أنه على هامش فعاليات الدورة، احتضنت دار الصويري منتدى "تشارك الثقافات، فضاء مميز لمقاومة الرجعية والانحطاط" وكانت الندوة، التي نظمت حول موضوع "الدروس المستخلصة واستنتاجات المنتدى السابع لمدينة الصويرة والأندلسيات الأطلسية"، مسك ختام المهرجان، كما نظمت معارض تشكيلية وفوتوغرافية بعدد من الفضاءات بالمدينة العتيقة.