اختارت الدورة السابعة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة الذي أسدل عنه الستار يوم الأحد 31 أكتوبر 2010، الاحتفاء بالموسيقى الراقية المعروفة بفن المطروز، و هو أي فن المطروز تراث مغاربي يهودي تألقت في أدائه العديد من الأصوات الغنائية في كل من المغرب و الجزائر و تونس. و شكل المهرجان الذي نظمته جمعية و مؤسسة الصويرة موكادور بشراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث تحت شعار "خيط الأشعار المطروزة و الموسيقى المنسوجة"، موعدا متميزا لاستحضار التراث الموسيقي المغاربي اليهودي، و وقفة لرد الاعتبار لرجالاته و رموزه من مسلمين و يهود، كما شكل من جهة ثانية مناسبة مهمة للعديد من الفنانين المغاربة و نظرائهم من كافة أنحاء العالم للغناء و الانتشاء بالموسيقى التاريخية في أجواء حميمية و راقية. تميز حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان بفضاء المنزه بكلمات لكل من المديرة الفنية للمهرجان" فرانسواز أطلان"، و رئيس المجلس البلدي محمد الفراع، و مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث "إلفيرا سانت خيرونس هيريا"، أوضحوا خلالها أن المهرجان يعتبر حدثا فنيا و ثقافيا رائدا يروم إبراز موروثنا الثقافي، و تظاهرة رائدة لإشاعة قيم المحبة و التعايش و التسامح و الحوار بين المنتمين لمختلف الأديان السماوية. كما تميز الحفل بالسهرة الفنية التي أحياها جزءها الأول كل من جوق المرحوم عبد الكريم الرايس برئاسة الفنان محمد بريول و كورال "هيفرت دافيد حامليش" من مدينة ستراسبورغ في حوار فني انسجمت فيه الموسيقى العربية و العبرية في قالب أندلسي جديد و مبتكر. فيما أحيى الجزء الثاني من السهرة الحاخام الفنان حاييم لوك رفقة جوق فاس الذي أدى بإتقان فريد أجمل و أقوى أغاني فن المطروز كانت تنتزع بين الفينة و الأخرى تصفيقات الجمهور العريض لخيمة باب المنزه و المشكل من مسلمين و يهود و من أجانب ينتمون لجنسيات مختلفة تأكيدا على أن الموسيقى الأندلسية شكلت دوما جسرا بين الثقافات و الأديان.. و اختتم المهرجان في يومه الثالث بتنظيم سهرات متفرقة بدار الصويري مع الفنان الفلسطيني منعم عدوان الذي أطرب و أمتع الحاضرين بعزفه المنفرد. و على خشبة باب المنزه التقت في مبادرة غير مسبوقة بحسب المنظمين، أجواق فاس و طنجة و مكناس تحت إدارة الفنان محمد بريول و بمشاركة كبار المطربين و المغنين المنفردين لفن الآلة و المطروز، و يتعلق الأمر بكل من عبد الرحيم الصويري و حاييم لوك و عبد الرحيم عبد المومن و نور الدين طاهري و مجموعة كورال هفرات دافيد حامليش. و اعتبر توزيع الجوائز الأولى عن "المحافظة على فن المطروز و أشعاره المنسوجة المهداة و استمراريته"، أهم مستجدات الدورة التاسعة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية الذي تتبع وقائعه كل من أندري أزولاي مستشار جلالة الملك الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، و محمد اليازغي وزير الدولة، و خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، و أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي و نبيل خروبي عامل إقليمالصويرة،و ليلى شهيد سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، و عدة شخصيات أخرى مغربية و أجنبية. و كان أندري أزولاي، أكد في الندوة الصحفية التي سبقت الإعلان عن تاريخ الدورة، أن المهرجان سيكون محطة مهمة للاحتفاء بالموسيقى الراقية، في قالب شعري، مطرز بالأصالة و البهاء الموسيقي الرقيق، و هو ما يعطي للمهرجان قيمته و رونقه الفني الساحر، و أبرز أن الصويرة ربحت هذا المهرجان الذي سيمنح خلال فعالياته على مدى ثلاثة أيام، العديد من الجوائز للمتألقين، كتعبير عن سمو الموسيقى و قيمة الفنانين المشاركين في مدينة الصويرة التي ستظل مدينة التاريخ و الثقافة الجميلة و التسامح و القيم الإنسانية و التعايش الكوني.