تحتفي حاضرة موكادور، من اليوم الخميس إلى السبت المقبل, بدورة جديدة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، بحيث تنتسج خيوط رواية تسرد أنغام الحضارة الإنسانية المتعددة الروافد وجسر الوصل بين الإبداع الثقافي والتراث الفني الزاخر . فالدورة الثامنة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية ستحمل جمهورها إلى أجواء التراث الفني المغربي الأصيل, النابع من الحضارة العربية الإسلامية واليهودية, في مزيج جسد التلاقح الثقافي والتعايش الإنساني بين الأندلس وبلاد المغرب. ويستهل المهرجان, الذي سيكرم هذه السنة الفنان أحمد بيرو, أحد أعلام موسيقى الآلة والطرب الغرناطي بالمغرب, فعالياته بحفل تشارك فيه فرقة المواهب الشابة للمعهد الموسيقي بفاس ورئاسة الفنان إدريس برادة, وحفل آخر يحييه خليفة التراث الفني الصويري ماكسيم كاروتش, ليطرب ضيوفه بباقة مختارة لموشحات التراث المغربي اليهودي, كما تشهد الأمسية تقديم تشكيلة فنية من التراث الصوفي لحاضرة موكادور. أما خلال اليوم الثاني من المهرجان, فتضرب الفنانة ليلى المريني لعشاقها موعدا مع باقة منوعة من التراث الشعبي والمغربي والملحون إلى جانب منوعات مختارة للفنان سامي المغربي, كما تستضيف نجمة الفن الحوزي نعيمة الجزائرية, النجم الجزائري موريس المديوني لتطرب جمهورها بدويتو حصري, قبل أن تتواصل السهرة بحفل تكريمي للأستاذ أحمد بيرو, يحييه برفقة تلميذته الموهوبة بهاء رندا. وتتواصل سهرات المهرجان يوم السبت بعرض متألق لفرقة رويال بالي الإنجليزية, تحت عنوان "نسائم البالي" لاكتشاف التأثير العربي الأندلسي على الرقص الكلاسيكي الغربي, يليه حفل استعراضي لفرقة فلامنكو د مرون تحت عنوان "سحر الفلامنكو الأصيل", والذي يمزج بين الغناء والرقص, وتتوج الأمسية بتكريم الفنان سامي المغربي. كما تشهد الدورة الثامنة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية, الذي تنظمه جمعية الصويرة موكادور بتعاون مع مؤسسة الثقافات الثلاث, تنظيم ندوة تحت عنوان "الذاكرة والثقافات المضافة.. مدينة الصويرة في موعد مع الحداثة والتشارك". هو إذن ملتقى ثقافي حضاري يجسد غنى وتنوع الحضارة المغربية, فالأندلسيات الأطلسية ستظل, وعلى مر الدورات, نافذة تفتحها مدينة الأليزي على الثقافات والحضارات التي شكلت على الدوام مصدر ثراء معنوي لا يضمحل أثره.