بعد معاناة أسرة مغربية لمدّة ثلاثة أشهر عندما وجدت نفسها عالقة في الفلبين، تَداعى أملها مجدّدا في العودة إلى أرض الوطن، عندما وجدت نفسها عالقة في مطار دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب توجيهات خاطئة تلقّتها من مسؤول رفيع في سفارة المملكة بالفلبين. وتعود فصول هذه المعاناة إلى إغلاق المغرب جميع حدوده بشكل مفاجئ للحدّ من انتشار جائحة "كورونا"، لتجد أسرة، أفرادها سيّدة مغربية وابنتها الشابة وأخوها الصغير، نفسها عالقة في الفلبين منذ يوم 15 مارس الماضي. وتقول سناء بوعبدالله، الشابة المغربية العالقة بالخارج، إنّ السفارة المغربية اتّصَلَت بهم يوم 29 في شهر يونيو المنصرم، ودعتهم إلى ضرورة أن يستقلّوا أول طائرة متوجّهة إلى تركيا، وهو ما حدث مساء، فلم يجدوا إلا طائرة واحدة في الخطوط الجوية الإماراتية تقِفُ في دبي، لتتوجّه بعد ذلك إلى العاصمة التركية إسطنبول. وتزيد المصرّحة، في حديثها مع جريدة هسبريس الإلكترونية، "أرسلنا الرحلة إلى نائب السفير المغربي في الفلبين، وقال لنا اقتنوا التذاكر"، مخبرا إيّاهم أنّه سيعطيهم ورقة من السفارة حول وضعيتهم الاستثنائية، تمكّنهم من الرجوع في رحلة عودة من تركيا إلى المغرب. وهنا بدأ الفصل الثاني من المعاناة، إذ تقول بوعبدالله: "عندما وصلنا إلى دبي، وجدنا الرحلة ملغاة، وعندما تواصلنا معه حول ما يمكننا فعله، حظَرَنا كلَّنا على تطبيق ''واتساب"، وهو ما لم نهتمّ به قائلين إننا سنقتني تذكرة رحلة جوية أخرى إلى تركيا". وتسترسل المتحدّثة باسِطة أوجه ما تعيشه وأسرتها: "اقتنينا تذاكر الرحلة الأولى ب17 ألفا و400 درهم للفرد، واقتنينا تذاكر الرحلة الثانية من دبي إلى إسطنبول ب 7400 درهم للفرد، ثم انتظرنا، إلا أنّ هذه الأخيرة أُلغِيَت بدورها". عن تواصلها مع سفارة المغرب في الإمارات، تصرّح المتحدّثة: "أجابونا بطريقة جيدة، لكنهم قالوا لا نستطيع أن نقوم بشيء، وكان عليكم أن تحجزوا تذاكركم وفق ما أوصت بذلك سفارات مغربية في آسيا". وتسترسِل بوعبدالله قائلة: "لم نستطع تغيير ملابسنا لمدة يومين، وكان لدينا القليل من المال جلسنا به في فندق بالمطار، أنا وأمي التي تعاني من مرض في القلب وأخي الصغير، وبعد ذلك يجب أن نخرج منه". ثم تزيد: "تظلّ أمي تبكي، ونخاف أن يحدث لها شيء في المطار". ولم تكن هذه العائلة الضحية الوحيدة، إذ تؤكّد المتحدّثة على لقائها، بعد يومين من مكوثها بمطار دبي، امرأة أخرى عالقة، أوصاها نائب سفير المغرب بالفلبين أن تستقِلَّ الرحلة نفسها، ودفعت ثمنا لتذكرتها 3 ملايين ونصف المليون من السنتيمات. وتجمل الشابة المغربية تصريحَها بالقول: "هناك أناس اقتنوا تذاكر أرخص، وذهبوا إلى حال سبيلهم، لأن سفاراتهم أرشدَتهُم جيّدا وليس مِثلَنا، جاؤوا ورمَونا مثل الكلاب".