بدأ أمل العودة يخبو شيئا فشيا في صفوف المواطنين المغاربة العالقين في مختلف مدن العالم، الذين وجدوا أنفسهم في وضعية “النازحين” ببلدان أجنبية، قدموا إليها من أجل السياحة أو لظروف طارئة، بعد أن قرر المغرب إغلاق حدوده منتصف شهر مارس الماضي نتيجة انتشار فيروس كورونا، فيما تقاعست الحكومة عن التدخل لإجلائهم وإعادتهم إلى المغرب أو التواصل معهم بالشكل الملائم والمطلوب، ما فاقم من “معاناتهم وشعورهم بالإحباط والغبن وبتخلي وطنهم عنهم”. الصبر والتضحية في وقت تتوالى فيه رحلات إجلاء دول العالم لمواطنيها في مختلف أنحاء المعمور، بما فيها الدول التي تعاني ويلات الحروب أو اللااستقرار السياسي على غرار العراق وسوريا وليبيا واليمن، دعت حكومة العثماني المواطنين المغاربة العالقين في القارات الخمس، والبالغ عددهم حسب التقديرات الرسمية 22 ألف مواطن، دون احتساب آلاف الطلبة المغاربة بالخارج الذين يرغبون أيضا في العودة إلى أسرهم بعد توقف الدراسة في مختلف مناطق العالم، إلى “التسلح بالصبر” وانتظار “إشارة” من الحكومة التي تتدارس أمر إجلائهم منذ ما يقارب شهرا ونصف الشهر. مغاربة ينامون في شوارع تركيا محمد، الذي حل بإسطنبول رفقة زوجته قبل شهرين من أجل قضاء شهر العسل، وجد نفسه في “نفس وضعية النازحين القادمين من الدول المشتعلة بالحروب”، يقول المتحدث مضيفا: “تحول شهر عسلنا إلى علقم لا نهاية له، نحن محتجزون في غرفة الفندق بعد أن نفد مالنا، ومضطرون إلى انتظار قرار بسيط نشك في قدومه”. ولفت محمد إلى أنه وما يقارب 1000 مواطن مغربي في إسطنبول “مصيرهم مجهول، خاصة في ظل غياب التواصل مع القنصلية المغربية، والاعتداءات المتكررة التي نتعرض لها من طرف الشرطة التركية دون أن تحمينا سفارة بلدنا التي يفترض أن ترعى مصالحنا”. وكذب محمد الذي يعمل في مجال البرمجة، ما جاء على لساء الحكومة بخصوص التدابير الإجرائية وتوفير السكن والمأكل والدواء للمرضى، بقوله “من أصل 1000 مواطن مغربي عالق، السفارة تكلفت فقط بإسكان 300، والبقية تم تشريدهم أو تفرقوا على أقاربهم وأصدقائهم وأحيانا يتكفل بهم بعض المحسنين العرب، أما بخصوص الفئة المتواجدة في الفندق، فقد غيروا فندقنا لأكثر من مرتين”. وتوصلت “اليوم 24” بعدد من الصور للوجبات الغذائية التي كانت تقدم بصفة يومية من القنصلية للمغاربة العالقين في تركيا، وهي عبارة عن “خبز ساندويش جاف بداخله مورتاديلا، وسلطة طماطم وخس”، وذلك قبل أن يتدخل مدير الفندق المغربي الأصل والروسي الجنسية بمنطقة “أقصراي” الذي تكفل بالوجبات الغذائية طيلة فترة رمضان. وزاد محمد في حديثه ل”اليوم 24″: “القنصلية لا توفر لنا الوجبات الغذائية، ما كانت توفره من ساندويشات باردة كنا نرميه لأنه غير قابل للأكل أبدا، لحسن الحظ تكفل بنا ابن بلدنا الروسي الجنسية صاحب الفندق، الذي اشترط على النزلاء المغاربة بأن يبقوا منظمين ومحترمين وإلا سيكون مصيرهم الطرد من فندقه، مقابل ذلك يوفر لنا تغذية جيدة مقارنة مع ما سبق، وهو خير يقوم به كل سنة في شهر رمضان”. تمييز واعتداءات من جانبه، لفت سعيد وهو مواطن مغربي ينحدر من الرباط، في تصريحه ل”اليوم 24″، إلى أن “ما يزيد عن 450 مغربيا في إسطنبول ينامون في الشارع، وهم من مختلف الأعمار والفئات بمن فيهم الأطفال، لكن تعادلوا في المعاناة الأليمة نفسها”. وزاد سعيد: “ذهبنا الاثنين إلى القنصلية، لنجدد شكوانا لكن تعاملهم كان باردا مرة أخرى. صرخوا في وجهنا بدعوى أنه لا حل أمامهم، وقالوا لنا اصبروا ودبروا أموركم إلى يوم الأربعاء لعل وعسى أن يكون هناك جديد في الموضوع، كيف يعقل أن ننام تحت المطر في الشارع وفي عز رمضان؟”. وأوضح المتحدث أن تعامل السلطات التركية بدورها “مؤسف وعنيف مع المغاربة خاصة الذين بدون مأوى، كما أن التركيين يرفضون بيعنا الكمامات وأحيانا حتى الأدوية، وبالتالي نستعين بسوريين يتحدثون التركية أو بمحسنين”. رحيل بطعم الغربة في ألمانيا قصة موجعة أخرى، لمواطنة مغربية مصابة بالسرطان، سافرت رفقة زوجها إلى برلين أياما قبل إغلاق الحدود الجوية البحرية والبرية للمغرب في 15 مارس الماضي، من أجل البحث عن أمل جديد للحياة لدى الطب الألماني، ذلك بعد أن ظهرت آخر التحاليل في المغرب وكانت نتائجها سلبية جدا، غير أن السيدة توفيت صبيحة الاثنين، فيما بقي زوجها عالقا في ألمانيا “لا يدري ماذا يفعل بالجثة، هل يدفنها هناك أم يتركها في مستشفى الأموات إلى أن تفتح الأجواء، وكيف يصل لطفليه الصغيرين اللذين تركهما رفقة أمه العجوز”، يقول أحد أقاربهما ل”اليوم 24″، مشيرا إلى أن جميع الاتصالات التي حاولوا ربطها مع السفارة باءت بالفشل. ثلث العالقين ظروفهم قاسية بلغ عدد المغاربة العالقين بالخارج الذين اتصلوا بسفارات وقنصليات المملكة في البلدان المستقبلة من أجل التبليغ بأنهم عالقون ويُريدون إجلائهم 22 ألفا، فيما جرى التكفل بإيواء إلى حدود الساعة حوالي 3844 شخصاً، بالإضافة إلى توفير العلاج للمرضى منهم وعددهم 147، وشراء الأدوية ل56 شخصاً. ويقدر مصدر في الخارجية ل”اليوم 24″ نسبة المواطنين المغاربة في حالة صعبة، سواء بسبب المرض أو الظروف المادية القاسية أو الحالات الاستثنائية والمتقدمة في السن، ب”الثلث ويتم حاليا تدارس الأمر بشأنهم من أجل تدبير عودتهم التي قد تتم تدريجيا، من خلال إجلاء هذه الفئة في بادئ الأمر قبل أن تتسع الدائرة لأشخاص آخرين”. مغربيات مشردات في الفلبين في ذات السياق، تواصلت “اليوم 24” مع ابتسام شهاب (22 سنة) وابنة خالتها شيماء عليلو (20 سنة)، وهما مواطنتان مغربيتان سافرتا إلى الفلبين لغرض السياحة منذ نهاية شهر فبراير الماضي وكان موعد عودتهما في 12 مارس، غير أن الإماراتوتركيا ألغيتا الرحلات. “حاولنا اقتناء تذاكر أخرى عبر بلدان لم تغلق حدودها، لكن المغرب وقتها أعلن عن إغلاق حدوده ووجدنا أنفسنا في قلب دوامة جديدة،” تقول ابتسام مضيفة: “نحن حاليا متواجدان في مدينة مانيلا، ونعاني أزمة سكن ومأكل حقيقية، وبإمكانك القول شردنا في الشارع بعد أن عجزنا عن دفع تكاليف الفندق”. وأكدت المتحدثة، أنها اتصلت مرارا وتكرارا بالقنصلية المغربية، “أخبرتهم بوضعنا الحالي وبقائنا في الشارع، لكن لم يعاودوا الاتصال ولم يكترثوا لحالنا، فقط بعض المحسنين كانوا يجلبون لنا الماء أو بعض الإعانات أحيانا”، تقول المتحدثة مشيرة إلى أن عائلتيهما ساعداهما في بادئ الأمر لكن الأوضاع المادية في المغرب معروفة. وتقول ابتسام إن قريبتها مصابة بأمراض مزمنة من قبيل القلب كما تعاني من نزيف حاد، ما دفع بعض المحسنين إلى مساعدتهما على العودة إلى الفندق، “لكن منذ أيام لم ندفع ثمن هذا الفندق، ناهيك عن الأكل، فنحن نصوم طيلة اليوم ودون إفطار فقط بعض الماء ونعاود الصيام، لا نريد شيئا عدا العودة إلى بلدنا أنا أتوسل إلى الحكومة أعيدونا”. معاناة مغاربة المالديف من الفلبين إلى جزر المالديف، حيث يقيم ما يناهز 45 مغربيا، أوضاعهم لا تقل سوءا عما سبق، تحكي لنا فاطمة الزهراء، وهي شابة تعمل بأحد فنادق العاصمة ماليه، حيث تم تسجيل أول حالة نهاية شهر أبريل الماضي قبل أن تعلن حالة طوارئ عامة في البلاد. الشابة العشرينية تقول إن إحساسها يفوق إحساس “اليتم أو التخلي”، خاصة وأنها مهددة في أي لحظة بإفراغ محل سكناها الصغير بالفندق حيث تعمل، إذ حاولت التواصل مرارا مع سفارة المغرب “لكن بدون جدوى”. وتقول المتحدثة إن وضعها شبيه بوضع باقي مغاربة الجزيرة، الذين وجدوا أنفسهم مشردين، وهم مفرقون على 1800 جزيرة في مختلف أنحاء البلاد، تقول المتحدثة مضيفة: “نحن فقط نتواصل عبر الواتساب، لكن وضع بعضهم أسوأ مني بكثير، فأرباب العمل طردوهم بعد حالة الركود السياحي الذي ينتعش منه اقتصاد البلد، وبالتالي لم يعد لهم مأوى كما أنه لم يتوصلوا برواتبهم، كما أن بعضهم مريض وتعذر عليه العلاج”، وفق تعبير المتحدثة التي شددت على أنها تتابع يوميا الحكومة وكلها أمل في أن تجد حلا لهم وتطمئن أهاليهم البعيدين. وتقول فاطمة الزهراء، إنها وجميع المغاربة مستعدون لدفع ثمن التذكرة عند وصولهم أرض الوطن والبقاء في الحجر الصحي، ويدفعون أيضا ثمنه للحكومة وأن يفعلوا كل ما من شأنه أن يكون في مصلحة البلاد ولا يهدد السلامة العامة، “يكفينا فقط أن نعود لبلدنا وأهالينا، وعلى الأغلب لن نعود أبدا للعمل خارج المغرب”. 250 درهما لمغربي في الجزائر! في الجزائر شاب ثلاثيني يدعى أحمد، يقول إن القنصلية المغربية في الجمهورية تنكرت له، “ولولا المحسنين من المواطنين الجزائريين لبقيت مشردا في الشارع”. وكان يفترض أن يستقل أحمد طائرة العودة من الجزائر التي حل بها في إطار عمل في 17 مارس الماضي، غير أن “الأقدار شاءت أن تبقيني في هذا البلد الأجنبي، فمهما بلغ قربه الجغرافي والثقافي من المغرب، إلا أنه سيبقى بلدا غريبا عني”، يقول المتحدث مضيفا: “بعد أن نفد ما كنت أملكه من مال تشجعت واتصلت بالقنصلية مرارا لإعانتي ومساعدتي، لكن فوجئت بتواصلهم الضعيف جدا أو شبه المنعدم”. وأمام اتصالاته المتكررة وطلباته المتتالية بالمساعدة، توصل أحمد أخيرا من القنصلية بمبلغ مالي يفترض أن يسد به جميع احتياجاته، ويبلغ بحسب الوثيقة التي بعثها المعني ل”اليوم 24″، 5000 دينار جزائري أي ما يناهز 250 درهما مغربيا، وهو ما يعتبره المتحدث “ضحكا على الذقون وتكذيبا للمغالطات التي تقولها الحكومة في قلب البرلمان”. قنصليات تستفز المغاربة معاناة من نوع خاص حاصرت كوثر داوود منذ أن فارقت زوجها وابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات اللذين سافرا صوب “مونبولي” الفرنسية، في زيارة عائلية لأحد أقاربهم الذي سيجري عملية جراحية خطيرة. تقول كوثر، التي تعمل في مجال التواصل، إنها ومنذ ما يقارب الشهرين اللذين قضتهما في غياب زوجها وابنتها وأفول أي بصيص أمل في أن تجد الحكومة حلا لتدبير هذا الملف أسوة بباقي دول العالم، تجد نفسها تعاني الأمرين في المغرب، حيث هي ملزمة بالحجر الصحي لوحدها ببلدها الذي “تنكر لأسرتها بالرغم من المحاولات المتكررة للاتصال بالقنصلية التي باءت بالفشل مرات كثيرة، أما في بعض الاستثناءات التي يردون فيها فتكون ردودهم قليلة الأدب، من قبيل ماذا سنفعل لكم؟ وتسنى نخرج طيارة من جيبي ونعطيهالك سير بها للمغرب”، تقول المتحدثة مضيفة: “تعامل جد متدني معنا كمواطنين مغاربة”. وأشارت المتحدثة إلى أن زوجها وبعد أن وجد نفسه عالقا في فرنسا، فقد عمله بالمغرب “والحكومة تتحمل مسؤولية هذا، لأنها منعت دخوله المغرب، علما أننا شباب كفؤ ونحن اخترنا أن نبقى في بلدنا بالرغم من العروض المهمة التي تلقيناها للعمل خارجه، اخترنا أن ننفع وطننا، لكن يبدو أن بلدنا لا يقدر مواطنيه، فهذا التواصل يشعرنا بالحسرة والفزع”. لم تستطع كوثر مغالبة دموعها وهي تتحدث مع “اليوم 24″، عن حجم المعاناة التي يتكبدها زوجها في الغربة أسوة بعشرات المغاربة الآخرين الذين اضطروا إلى المكوث في بيوت أقاربهم، “وأنتم تعلمون أنه لا يمكن أن تبقى عالة على عائلتك طويلا في بيت صغير، علما أن الكثير منهم أيضا تضرر ماديا جراء الفيروس، ومع طفلة صغيرة، يبدو أنه في القريب سيطرد زوجي وابنتي إلى الشارع وبهذا سيكونون عرضة للإصابة بالمرض وأيضا مشردين، تماما كما وقع لعدد من المغاربة أيضا، فالعائلة لا يمكن أن تصبر طويلا في ظل هذه الظروف”. وأضافت المتحدثة: “نحن نتصل بالقنصلية يوميا، لكن لا مجيب، هل من الصعب على وزير الخارجية أن يفصح عن البرنامج الذي يشتغل عليه، والتدابير التي يفترض أن تتخذ في هذا الملف؟، هل من الصعب أن تتواصل معنا الحكومة وتطمئننا؟” تتساءل المتحدثة مضيفة: “نحن لسنا مغتربين ولسنا جالية، نحن مغاربة مقيمون في المغرب، وعلى استعداد تام لدفع تكاليف الطائرة، والحجر الصحي وأي شيء تماما كما فعلت مصر مع رعاياها وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية”. وشددت كوثر على أن المغاربة العالقين لا يسعون لتعميق معاناة المغرب أو مفاقمة مشاكله الاقتصادية والصحية، “بل العكس تماما، المغاربة العالقون هم مواطنون مسؤولون، وعلى استعداد لتجاوز حقوقهم تجاه الدولة مقابل أن تعيدهم الحكومة إلى ذويهم، وهذه معادلة بسيطة تتطلب فقط الحكمة والقرار المتبصر وشيئا من الإنسانية وحب الوطن وتجنب أي انفجار متوقع”. بوطيب: سوء التواصل والتدبير عنوان المرحلة عبد السلام بوطيب، الفاعل السياسي والحقوقي، واحد من المواطنين المغاربة العالقين بالديار الفرنسية، غادر مطار فاس سايس، بتاريخ 12 مارس، متوجها إلى مطار سانت إيكزوبيري بمدينة ليون الفرنسية، وذلك لحضور حفل تخرج ابنته من إحدى مدارس المهندسين بالمدينة، والتي ألغيت لاحقا جراء تسارع الأحداث. يقول بوطيب في حديثه ل”اليوم 24″: “يومها أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن أوروبا أصبحت “عاصمة” الوباء، فيما الفرنسيون كانوا لا يزالون في الشوارع كأن شيئا لم يقع، ثم بدأت الدولة الفرنسية تأخذ الأمور بجدية يوما بعد يوم، لأن الوضعية أصبحت تكتسي خطورة حقيقية”. وزاد المتحدث: “على هذا الإيقاع قررت ابنتي الصغرى الرجوع إلى البلد يوم الجمعة 13 مارس، كانت تخاف أن تغلق الحدود ولن تستطيع الالتحاق بجامعتها، غادرت هي إلى فاس، وقررنا نحن، زوجتي وابنتي البكر وأنا، أن نغادر صباح الأحد إلى باريس لاستكمال طريقنا إلى العاصمة الهولندية قصد زيارة أخي الأصغر.. لم يكن المغرب قد أعلن بعد إغلاق حدوده”، يقول بوطيب مضيفا: “صباح يوم 14 مارس بدا لي الأمر جديا وأن الحدود ستغلق، اتصلت بوكالة الأسفار التي أتعامل معها لتدبر أمر عودتي مستعجلا، أعدت الاتصال بها مليون مرة، في كل مرة نفس الجواب، إلغاء الرحلات، أو امتلاء الطائرات”. ويشتكي بوطيب القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة من غياب تواصل الحكومة والقنصلية، إذ أن هذه المرحلة على حد تعبيره تتسم ب”سوء التسيير وسوء التواصل”، يقول المتحدث الذي اضطر إلى جانب زوجته وابنته البكر، إلى اكتراء شقة مقابل ما يزيد عن 120 أورو لليوم الواحد، وهي الشروط المواتية “التي قد لا تتوفر لدى جميع المغاربة العالقين في فرنسا أو في باقي دول المعمور”، تقول نزهة بوطيب زوجة الحقوقي. وأوردت الطبيبة نزهة بوطيب في تصريحها ل”اليوم 24”: “قدمنا من أجل أسبوع واحد لكن وجدنا أنفسنا عالقين منذ شهرين، وابنتي الصغيرة البالغة من العمر 20 سنة لوحدها في مدينة مكناس لأنها في فترة امتحانات السنة الثانية في تخصص الطب، علما أنه لا عائلة لنا بهذه المدينة”، تقول المتحدثة مضيفة: “نتجرع معاناة حقيقية، وإن كنا ماديا مرتاحين، على عكس باقي العالقين هنا في فرنسا الذين يتم توجيههم إلى المساجد من أجل تسلم الإعانات المتعلقة بالأكل، لأن المواد الغذائية باهظة الثمن”. وكذبت المتحدثة الشعارات الفخمة للحكومة، التي تدعي أنها تتحمل نفقات المغاربة العالقين قائلة: “هذا كذب وبهتان، يكتفون فقط باتصال هاتفي، يسألون هل ينقصكم شيء، لكنهم لا يوفرون هذا الشيء الناقص في نفس الوقت، رئيس الحكومة قال اصبروا صبرنا، وبعد أسبوع الوزير ة نزهة الوافي تقول اصبروا أيضا وسنتكفل بالقتلى، هل هذا كلام يقال؟”، تتساءل المتحدثة مضيفة: “وزارة الخارجية بدورها توهمنا بأن الإجراءات تسير نحو حل الملف، ومنذ ذلك اليوم لا تواصل وكأن بلدنا تخلى عنا، هل نحن لسنا مغاربة؟”.. شروط القنصليات حسب ما أورده المغاربة العالقون في الدول الأوروبية، والذين تواصلت معهم “اليوم 24” عبر مجموعات خاصة، فإن قنصليات المغرب في كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وغيرها، وضعت شروطا كبيرة مقابل الاستفادة من السكن الذي يفترض أن توفره لرعايا المملكة الذين وجدوا أنفسهم “نازحين” في زمن كورونا. ومن بين الشروط التعجيزية التي تضعها القنصليات أمام المغاربة، إثبات أن الشخص لا يتوفر على مال يسد به رمق عيشه، وأنه استنفد المال الذي أتى به عن طريق الإدلاء بورقة الصرف، وأيضا أنه استنفد الوقف السياحي أو dotation touristique المخصص في السنة و20 ألف درهم التي أضافوها مؤخرا وكلها بدليل موثق، آنذاك ممكن أن يدرسوا ملفك لتستفيد أو لا”.