تحولت عطلة ما يزيد عن 500 سائح مغربي إلى “جحيم لا ينتهي” في الديار التركية، وذلك بعدما أعلن المغرب تعليق رحلاته الجوية بسبب انتشار وباء كورونا المستجد كإجراء احترازي. ويناشد أزيد من 500 سائح مغربي، موزعين بحسب المعلومات التي توصلت إليها “أخبار اليوم” بين إسطنبول (300 مواطن) وباقي المدن التركية (200) مواطن، الملك والسلطات المغربية لإيجاد حل لها حتى تستطيع العودة في أقرب وقت إلى أرض الوطن قبل إعلان السلطات التركية “حالة الطوارئ” في البلاد، خاصة مع ارتفاع عدد حاملي الفيروس في البلد إلى 98، وحالة وفاة واحدة، ما قد يعرضهم للخطر. ويعيش المئات من السياح المغاربة وضعا “جد صعب”، منذ قرار السلطات المغربية إغلاق المنافذ الجوية في وجهِ العالم، وهو “القرار الذي جاء مفاجئا ونزل كالصاعقة على السياح المغاربة”، تقول دعاء وهي واحدة من أولئك المغاربة العالقين في تركيا. دعاء، وفي تصريح ل”أخبار اليوم”، أكدت أن غالبية العالقين اليوم على الأراضي التركية، قدموا بغرض السياحة، ومنهم أساتذة وأطباء وأطر في وزارة الصحة وممرضون وبنكيون وأمهات تركوا أبناءهم في المغرب وغيرهم، وجدوا أنفسهم في حالة “تشرد”، ويعيشون منذ إعلان إغلاق المغرب لحدوده متنقلين بين الفنادق أو بدون مأوى، كما أن الكثيرين منهم استنفدوا المال المحدود الذي جلبوه معهم من أجل العطلة، خاصة مع إغلاق مكاتب تحويل الأموال. واستنكرت المتحدثة كيف أن المغرب لم يعط أي إشارة بخصوص إمكانية إغلاق الحدود مع تركيا قبيل قدومهم، على عكس العديد من الحكومات التي نبهت مواطنيها المسافرين، ولعل أقربها، تقول دعاء، “الجزائر التي أعطت مواطنيها مهلة زمنية محددة في 20 من شهر مارس، من أجل أن يعودوا إلى بلدهم قبل إغلاق المنافذ” مضيفة: “نحن لم نلتقط أي إشارة، ولم ينبهونا لإمكانية هذا الإجراء، ولم نتوصل بأي شيء، حتى أن الخطوط الملكية الجوية لم تحين تطبيقها وفقا للمستجدات، وقبل قليل توصلت برسالة عن موعد رحلة العودة التي كنت قد حجزتها قبل سفري”. وكانت الخطوط المغربية الجوية وفور إعلان قرار إغلاق الحدود مع تركيا قبل أيام، “رفعت أثمنة حجز التذاكر في دقائق إلى النصف تقريبا، أي أن التذكرة الواحدة وصلت إلى مليون ونصف، وهو الثمن الخيالي الذي اضطر الكثير من المغاربة الذين وصلهم خبر الإغلاق فورا إلى الامتثال له وحجزوا تذكرة العودة بسرعة بالرغم من ذلك”. وأوضحت السائحة المغربية، أن ”قنصلية بلدنا وبعد أن لجأ إليها المئات من المسافرين المغاربة عقب إعلان إغلاق الحدود حجزت لنا الفنادق، في انتظار أن تقوم الحكومة المغربية بإجراء من أجل إجلائنا في طائرة واحدة”. وأوضحت المتحدثة، في حديثها ل”أخبار اليوم”، أن “بعض المغاربة من ال300 المتواجدين حاليا في تركيا وجدوا أنفسهم مشردين في الشارع، فمن جهة القنصلية تؤكد حجزها للفنادق، ومن جهة أخرى بعض المغاربة عندما يذهبون إلى هذه الفنادق التي حجزتها يخبرونهم أنها “ليست شاغرة”، وبالتالي اضطر البعض إلى الاتصال بعائلاتهم أو أصدقائهم المقيمين هنا، فيما وجد آخرون أنفسهم مشردين في انتظار حل من الحكومة”. وتوصلت “أخبار اليوم” بمقاطع فيديو صورت من قلب القنصلية المغربية في إسطنبول، يستنجد فيها السياح المغاربة العالقون بالملك محمد السادس من أجل التدخل وإجلائهم إلى ديارهم في أقرب وقت، مشيرين إلى أن من بينهم هناك أطباء وأطر وممرضون قد يكون المغرب في حاجة إليها في هذه الظروف. وطالب المغاربة العالقون في تركيا حكومة العثماني، بتسريع الإجراءات وإيجاد حل لهم، مبدين استعدادهم الكبير للخضوع جميعاً للحجر الصحي وفقا للمعايير المعمول بها دولياً، للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، حفاظاً على الصحة والسلامة العامة في المغرب، مشيرين إلى أن الوضع في تركيا “يزداد خطورة” ما قد يعرضهم للإصابة. من جهتها، أخلت القنصلية العامة للمملكة مسؤوليتها من قرار إجلاء المواطنين، بحسب ما جاء على لسان القنصل العام للمغرب في إسطنبول، محمد افريقين، في كلام وجهه للمغاربة أمام مقر القنصلية، مشيرا إلى أنه هو الآخر معرض للإصابة اليوم في إسطنبول، لكنه لا يملك حلا حاليا، وأنه ينتظر التعليمات والإجراءات التي ستقوم بها الحكومة، وأنه ما إن سيتوصل بموعد الرحلة وقدوم الطائرة الاستثنائية التي ستقوم بإجلائهم إلى المغرب سيتواصل معهم فورا..