شهد مطار اسطنبول الدولي، اليوم السبت، حالة من الفوضى أثناء عملية إجلاء المغاربة العالقين بتركيا، وصلت إلى حدوث مناوشات بين العالقين، وسط اتهامات بتلقي الرشوة والمحسوبية في اختيار العائدين، فيما طالب غاضبون بتدخل مسؤولي القنصلية والسفارة المغربية لوقف "إهانة كرامة المواطن المغربي" وفق تعبيرهم. ووفق ما عاينته جريدة "العمق"، فإن مواطنين مغاربة ممن تم الاتصال بهم من أجل إجلائهم اليوم السبت، كشفوا أنهم تفاجؤوا بعدم ورود أسمائهم ضمن لوائح العائدين في رحلات اليوم عبر الخطوط الملكية المغربية، رغم أنه جرى الاتصال بهم من طرف مسؤولين بالقنصلية من أجل الحضور إلى مطار اسطنبول، على حد قولهم. إحدى العالقات من شمال المغرب، اتهمت في تصريح لجريدة "العمق"، مسؤولا بالقنصلية بتلقي مبالغ مالية من طرف بعض العالقين من أجل إدراجهم في لوائح العائدين، دون أن تذكر اسمه، قائلة: "حنا محبوسين هنا منذ 4 أشهر وعندنا جواز السفر وتذاكر العودة، ومنذ 3 أيام ونحن ننام في المطار بدون فراش ولا أكل"، حسب قولها. بدوره، قال عالق آخر بالمطار: "أنا مواطن مغربي عمري 61 سنة لكن بدون قيمة، راسلت السفارة 5 مرات وأخبرتهم أن زوجتي سينتهي لها الدواء دون تجاوب، الدولة لم تعطينا أي قيمة، ولا نعرف المعايير التي تعتمدها السفارة لاختيار العائدين"، فيما أوضح شاب آخر أنه ينام في المطار منذ 3 أيام ويتناول دواء "الأنسولين". أيوب سالم، إعلامي مغربية وناشط ضمن هيئات الجالية العربية بتركيا، قال لجريدة "العمق" إن عملية إجلاء المغاربة العالقين لهذا اليوم "تمر في ظروف سيئة جدا وتوجد محسوبية ومشاكل"، معتبرا أن "كرامة المواطن المغربي تُهان بمطار اسطنبول" وفق تعبيره. وطالب سالم المسؤولين بالتدخل من أجل إجلاء الحالات المستعجلة، مشيرا إلى أن هناك نساء حوامل وأشخاص من المفترض أن يكونوا في اللوائح الأولى للعائدين، متسائلا: "لا نعرف من يضع اللوائح هل الوزارة أو القنصلية؟" داعيا العالقين إلى التعاون من أطر القنصلية والسفارة نظرا لأنهم يشتغلون تحت الضغط. وأضاف المتحدث "نريد مسؤولا للإشراف على تدبير هذه الأزمة، فقد رصدنا مجموعة من الخروقات وهناك مقيمين بتركيا تم إجلاؤهم على حساب العالقين"، مردفا بالقول: "نشكر الملك الذي أمر بإجلاء العالقين بالمجان ووفر إقامات سياحية لهم بالمغرب، ونناشد القنصل العام التدخل من أجل حل مشاكل العالقين الذين اتصلت بهم القنصلية لإجلائهم بدون أن يتم ترحيلهم". بالمقابل، أوضح أحد المغاربة العائدين قبيل ركوبه الطائرة، أن تعامل القنصلية المغربية كان في المستوى حيث قدمت جميع المساعدات، قائلا في تصريح لجريدة "العمق": "تم إيواء أزيد من 2000 عالق وتقديم الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، واليوم حان موعد عودتنا ضمن الدفعة الثالثة، ونشكر مسؤولي وأطر القنصلية". واليوم السبت، شرعت السلطات المغربية في إجلاء الدفعة الرابعة من المغاربة العالقين بتركيا، بعدما حطت أمس الجمعة بمطار وجدة أنكاد 3 طائرات تابعة للخطوط الملكية المغربية، على متنها 312 مغربيا، من بينهم أطفال ورضع وشيوخ، كانوا عالقين بتركيا، حيث جرى نقلهم إلى وحدات فندقية بمدينة السعيدية لقضاء فترة الحجر الصحي. وأول أمس الخميس، حطت بمطار "سانية الرمل" بتطوان، طائرة أخرى قادمة من مطار اسطنبول على متنها أزيد من 100 مغربي من العالقين بتركيا، وذلك ضمن الدفعة الثانية من عملية إجلاء المغاربة بتركيا، بعدما حطت يوم الثلاثاء المنصرم، 3 طائرات بنفس المطار وعلى متنها 313 مغربيا، حيث نُقلوا إلى مؤسسات فندقية بالشريط الساحلي "تمودا باي" بين المضيق والفنيدق.