تظاهر مغاربة عالقون بالخارج، اليوم الإثنين، أمام سفارات وقنصليات المملكة بعدة دول، في وقفات موحدة لمطالبة الحكومة بإيجاد حل سريع يضع حدا لمعاناتهم، مشيرين إلى أنهم يعيشون وضعية نفسية صعبة بعد مرور نحو شهرين على إغلاق المغرب حدوده الجوية. ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق”، فقد نظم مغاربة عالقون بالخارج وقفات أمام قنصليات المملكة بالجزيرة الخضراء بإسبانيا، ووهران بالجزائر، واسطنبول بتركيا، وبسفارة وقنصليات باريس وليل وديجون بفرنسا. المتظاهرون أوضحوا في كلمات لهم، أن هذه الوقفات المتزامنة هي شكل احتجاجي إنذاري “بعد تأزم وضعيتنا المادية والمعنوية إثر تقطع السبل بنا في بلدان العالم، وبعد صبر طال لشهرين دون أن تحدد الحكومة المغربية أي تاريخ للشروع في الترحيل”. واعتبرو أن خروجهم اليوم جاء “بعد فقدان الأمل في قيام الحكومة بترحيل مواطنيها إلى وطنهم كما فعلت كل دول العالم"، محملين حكومة العثماني مسؤولية “الوضع اللاإنساني الذي يوجد به العالقون وما قد ينجم عنه من تداعيات مأساوية على حياتهم ونفسيتهم ووضعهم المهني والاجتماعي”. وناشدوا الملك محمد السادس "بالتدخل لفك حصارهم وإعادتهم إلى حضن وطنهم"، مطالبين مختلف “القوى الحية من جمعيات حقوقية وأحزاب سياسية إلى شجب هذا الموقف الاستثنائي الذي اتخذته الحكومة إزاء 27000 من مواطنيها دون أسباب واضحة ومقنعة ومعقولة". سفيان، أحد العالقين الذين تظاهروا أمام قنصلية المغرب بمدينة الجزيرة الخضراء بإسبانيا، قال لجريدة “العمق”: “انتظرنا كثيرا أن يأتي الفرج، خصوصا بعد اجتماعات لجنة الخارجية مجلس النواب سواء مع الوزيرة المكلفة بالمغاربة المقيمن بالخارج التي قالت لنا: صبروا معنا، أو مع وزير الخارجية الذي أكد أن عودة المغاربة العالقين قريبة جدا ويجب أن تمر في أحسن الظروف”. وأضاف بالقول: “بعد ثلاثة أسابيع نتساءل أين ملامح هذه العودة؟، لم يتم اتخاذ أي إجراءات بخصوص ملفنا نحن العالقين خارج أرض الوطن منذ 60 يوما، كذلك بعض التصريحات الإعلامية لمسؤولين بالخارجية لم تأتي بحل، أمام هذا الوضع ارتأينا تنظيم وقفة سلمية أمام مبنى القنصلية بالجزيرة الخضراء”. وأوضح المتحدث أن العالقين قرروا تنظيم هذه الوقفات كل يوم إثنين من الساعة الواحدة إلى الثانية زولا، “حتى يتم الاستجابة لمطلبنا الشرعي والمكفول في الدستور المغربي”، مضيفا: “ما نطالب هو عودة سريعة إلى أرض الوطن على غرار باقي الدول التي قامت بإجلاء مواطنيها، ونحن للأسف نشكل اليوم الإستثناء”. وتابع قوله: “منذ اندلاع الأزمة شهدنا قيام عدد من الدول بإعادة مواطنيها، ونحن المغاربة العالقين نريد العودة والرجوع لوطننا، فهناك من فقد عمله بسبب هذه الوضعية التي طال أمدها، ومعنا نساء حوامل و سنون وأطفال صغار، نعيش حقيقة أزمة نفسية صعبة ويزيد الوضع تفاقما خلال شهر رمضان”. وأشار سفيان إلى أن القنصلية العامة بالدزيرة الخضراء “قامت بالواجب على أكمل وجه، فهي تتكلف بالإيواء والمأكل منذ 16 مارس 2020 مشكورة، وكل طواقمها على تواصل مستمر معنا، لكن اليوم أقولها باسم كل العالقين: لقد طفح الكيل ونريد العودة الى أرض الوطن”. وويرى المتحدث ذاتها، أن عودة المغاربة العالقين “لن تكلف الدولة ميزانية ضخمة، على عكس ما يتم الترويج له، بل نحن مستعدون لدفع ثمن تذكرة الباخرة، خاتما تصريحه للجريدة: “أود أن أشير إلى أن كل العالقين هنا بصحة جيدة ولم تظهر على أي منهم أعراض مرض كورونا ولله الحمد”. وفي فرنسا عرفت قنصليات المملكة بعدة مدة، وقفات للمغاربة العالقين، حيث رفعوا الأعلام المغربية مع لافتات كتبت عليها عبارت تعبر عن معاناتهم وتطالب الحكومة المغربية بالتدخل العاجل لإعادتهم إلى وطنهم، فيما فرضت الشرطة الفرنسية غرامات على مجموعة منهم بسبب التظاهر. وشهدت قنصلية المملكة بوهران وقفة مماثلة طالب خلالها العالقون بتدخل الحكومة لإجلائهم إلى وطنهم، مبدين استعدادهم للبقاء في الحجر الصحي 28 يوما وليس فقط 14 يوما، مشيرين إلى أن وضعهم المالي لم يعد يسمح ببقائهم خارج بلدهم، فيما قام مسؤولون بالقنصلية بمحاورة المحتجين من أجل إقناعهم بإنهاء الوقفة. وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قد كشف أن عدد المغاربة العالقين بالخارج بلغ 27 ألف و850 شخصا ممن تم تجسيلهم لدى القنصليات من الراغبين في العودة إلى وطنهم، مشيرا إلى أنهم سيعودون لوطنهم بمجرد أن يُتخذ قرار فتح الحدود، وفق تعبيره. وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة، مناشدات السياسيين والحقوقيين إلى السلطات المغربية من أجل التدخل لإجلاء المغاربة العالقين بالخارج، ومن ضمنهم العالقين بمدينتي سبتة ومليلية، مشيرين إلى أنه بالإمكان اتخاذ تداببير وإجراءات صحية صارمة من أجل عدم تفشي فيروس "كورونا" في حال فتح الحدود استثنائيا في وجه العالقين.