للمرّة الثّالثة، لجأت مصالح الخارجية المغربية إلى إحصاء المغاربة العالقين في عدد من الدّول الأوروبية والأسيوية والإفريقية، الذين تزامن وجودهم خارج البلاد مع قرار السّلطات إغلاق المجال الجوّي وإعلان حالة الطّوارئ، وذلك في أفق ترحيلهم إلى أرض الوطن. ووفقاً لما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية فقد لجأت مصالح القنصلية العامة للمملكة بإسطنبول إلى الاعتماد على خدمات إحدى شركات الأسفار في تركيا من أجل إحصاء العالقين في بلاد العثمانيين، في وقت أبرزت مصادر الجريدة أنّ "قنصليات المملكة في عدد من الدّول باشرت للمرّة الثّالثة عملية الإحصاء في أفق ترتيب العودة المنتظرة". وقامت مصالح القنصلية المغربية بإسطنبول بتوزيع استمارات تتضمن تواريخ الدّخول والخروج من المغرب، وأرقام جوازات السّفر والبطاقة الوطنية وكذا الشّركة النّاقلة. ولجأت مصالح الخارجية إلى إحصاء العالقين من جديد من أجل تحديد الرّاغبين في العودة إلى الوطن، إذ تؤكّد مصادر هسبريس أنّ "هناك مئات من 'الحراكة' المغاربة في تركيا لا يرغبون في العودة إلى الوطن". ويعيشُ آلاف العالقين في تركيا على وقع الانتظار في أفق ترتيب عودة قريبة إلى الوطن، بينما يستعدّ آخرون إلى تسطير خطوات تصعيدية بتنظيم وقفات احتجاجية تطالبُ بإجلائهم إلى المغرب. وأضافت المصادر ذاتها أن "خلايا الأزمة التّابعة للخارجية تعمل على مدار اليوم، 24 ساعة على 24، على تقديم المساعدة للمغاربة داخل البلدان الموجودين بها"، وأشارت إلى أنه "ابتداء من يوم الأحد 15 مارس 2020 أعطيت الأولوية للحالات المستعجلة والموجودة في حالة هشة أو حرجة". وكانت مصادر مسؤولة أوضحت لهسبريس أن وضعية المغاربة العالقين بالخارج معقدة، ويصعب إرجاعهم إلى المملكة في الوقت الراهن بالنظر إلى تطورات الوضع بسبب فيروس كورونا المستجد. المصادر ذاتها أقرت بأنها على وعي تام بالوضعية الصعبة لهؤلاء المغاربة الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها عالقين بسبب قرار المغرب السيادي، الذي جاء حماية لأزيد من 30 مليون مغربي. ويطالب المغاربة العالقون السلطات المغربية ويناشدون الملك محمدا السادس ترتيب رحلات العودة إلى الوطن أسوة بما فعلته عدد من الدّول، بما فيها تركيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي قامت بإجلاء مواطنيها من المغرب بتخصيص رحلات استثنائية لنقلهم. وفي مقرّ القنصلية المغربية بإسطنبول، تظاهر عشرات المغاربة مطالبين بإرجاعهم إلى المغرب، ورفعوا شعارات من قبيل: "بغينا طيارة.. بغينا طيارة". ويوجدُ 4000 مواطن مغربي عالقين في تركيا، وتعمل قنصلية المملكة في إسطنبول، بالتنسيق مع السّفارة وخلية الأزمة في الرباط، من أجل ضمان عودتهم؛ بينما أكد مصدر رسمي أنّه "لا توجد أيّ قرارات مؤكّدة إلى حدود اللحظة، بشأن ترتيب هذه العودة".