وجّه آلاف المواطنين المغاربة العالقين بالخارج نداء موقعاً إلى السلطات المغربية من أجل التدخل العاجل لإعادتهم إلى أرض الوطن، وأكدوا أن وضعيتهم تزداد تأزما سواء من الناحية النفسية أو المادية أو الصحية أو الاجتماعية بعد طول انتظار قرار ترحيلهم. وأورد بيان وقّعه العالقون في حوالي 20 بلداً أن من بين العالقين مرضى ومسنين ونساء حوامل وأطفالا، وأن الموارد المالية لجميع العالقين قد نفدت أو في طريقها للنفاد، وأن "الدعم والمواكبة التي قامت بها المصالح القنصلية مشكورة لم تستطع أن تشمل كل العالقين لأسباب متعددة، وبالتالي فعدد كبير من العالقين معرض للتشرد والضياع". وكشف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، اليوم الاثنين، أن عدد المغاربة العالقين في الخارج هو حوالي 7500 شخص، مشيرا إلى مجهودات قامت بها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال القنصليات والسفارات بالعالم لتقديم الدعم لهؤلاء المغاربة العالقين ووضع فريق طبي رهن تصرفهم. وشدد العثماني، في جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، على أن الحكومة تنكب يومياً لتدارس وضعية مغاربة الخارج العالقين وتضع ترتيبات وتحضيرات لعودتهم؛ لكنه لم يعلن عن تاريخ محدد لإعادة هؤلاء العالقين الذين تعقدت وضعيتهم بعد قرار المملكة إغلاق حدودها بسبب جائحة كورونا. وقال المغاربة العالقون، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، إن فتح إمكانية تجاوز الحصة القانونية من العملة التي يمكن إخراجها من طرف العالقين "لا تعد حلا بل تكريسا للهشاشة، خصوصا لذوي الدخل المحدود أصلا والذين يشكلون الغالبية العظمى من العالقين". وأضاف المصدر ذاته أن "صمت وزارة الخارجية إزاء وضعية آلاف المواطنين العالقين بدول العالم وعدم تواصلها بالشكل الملائم يزيد من شعورنا بالإحباط واليأس وإحساسنا بالغبن وبتخلي الوطن عنا، خصوصا مع توالي ترحيل دول بلدان العالم لمواطنيها". وأوضح المغاربة العالقون أن "العملة الصعبة التي يتم إنفاقها في دعم العالقين، والتي يوجد المغرب في أمس الحاجة إليها، كان من الممكن استغلالها لتدبير عملية ترحيل العالقين وحجرهم الصحي داخل الوطن". وشدد البيان على ضرورة "العودة إلى بلدنا الحبيب ولقاء أبنائنا وآبائنا وأسرنا، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الدعم المادي مبررا لعدم ترحيلنا أو تأخيره إلى أقصى الحدود أو تعويضا لنا عن البعد عن أسرنا وأبنائنا". "نجدد طلبنا إلى الحكومة تنظيم عملية إرجاع المواطنين العالقين طبقا لمنهجية منظمة وموضوعية وأولويات مدروسة وبوتيرة تدريجية ضمن رحلات استثنائية للذين يستطيعون تأدية ثمن تذكرة العودة ورحلات ترحيل لفائدة من ليست لهم القدرة على ذلك"، يورد المصدر ذاته. وعبّر المغاربة العالقون في 20 بلداً عن استعدادهم للخضوع للحجر الصحي وفقا لما تقرره الحكومة وما تراه مناسبا، وجددوا أيضا استعطافهم للملك محمد السادس لإعطاء أوامره "لفك حصارنا وترحيلنا إلى وطننا الغالي".