في وقت يُواصل فيه عشرات المغاربة العالقين في دول العالم الاحتجاج مطالبين بإرجاعهم إلى وطنهم، كشفت مصادر جريدة هسبريس أن السفارات والقنصليات عبر مختلف ربوع العالم تكلفت، إلى حدود اليوم الجمعة، بضمان السكن ل 1000 سائح مغربي كانوا عالقين في بلدان الاستضافة. وعلق آلاف المغاربة في مختلف الدول بالقارات الخمس بعد قرار الرباط تعليق جميع الرحلات الجوية وإغلاق الحدود في وجه جميع الدول لمحاصرة دخول "فيروس كورونا" إلى المملكة، لكن هذا القرار كان صعباً على العديد من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في دول تعيش أوضاعاً صعبة بحكم تفشي الوباء فيها. وذكرت مصادر هسبريس أن "سفارات وقنصليات المملكة، في إطار التدابير الاستثنائية المتخذة على مستوى التراب الوطني، تكلفت إلى حدود اليوم بإيواء وإطعام ألف مغربي، وتوفير الأدوية للمرضى، فيما تواصل خلايا الأزمة عملية الإسكان". وأضافت المصادر ذاتها، اليوم الجمعة، أن "خلايا الأزمة هذه تعمل على مدار اليوم، 24 ساعة على 24، لتقديم المساعدة للمغاربة داخل البلدان الموجودين بها"، وأشارت إلى أنه "ابتداء من يوم الأحد 15 مارس 2020، أعطيت الأولوية للحالات المستعجلة والموجودة في حالة هشة أو حرجة". وكانت مصادر مسؤولة أوضحت لهسبريس أن وضعية المغاربة العالقين بالخارج معقدة، ويصعب إرجاعهم إلى المملكة في الوقت الراهن بالنظر إلى تطور "فيروس كورونا". المصادر ذاتها أقرت بأنها على وعي تام بالوضعية الصعبة لهؤلاء المغاربة الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها عالقين بسبب قرار المغرب السيادي، الذي جاء حماية لأزيد من 30 مليون مغربي. ويطالب المغاربة العالقون السلطات المغربية ويناشدون الملك محمدا السادس ترتيب رحلات العودة إلى الوطن أسوة بما فعلته عدد من الدّول، بما فيها تركيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي قامت بإجلاء مواطنيها من المغرب بتخصيص رحلات استثنائية لنقلهم. وفي مقرّ القنصلية المغربية بإسطنبول، تظاهر عشرات المغاربة مطالبين بإرجاعهم إلى المغرب، ورفعوا شعارات من قبيل: "بغينا طيارة.. بغينا طيارة". ويوجدُ 820 مواطنا مغربيا عالقا في تركيا، وتعمل قنصلية المملكة في إسطنبول، بالتنسيق مع السّفارة وخلية الأزمة في الرباط، من أجل ضمان عودتهم؛ بينما يؤكّد مصدر رسمي أنّه "لا توجد أيّ قرارات مؤكّدة، إلى حدود اللحظة، بشأن ترتيب هذه العودة". وتشير معطيات سابقة حصلت عليها هسبريس إلى أن عدد المغاربة العالقين الذين كانوا يوجدون بالخارج خلال فترة قرار غلق الحدود يناهز 20 ألفاً.