يُوجد آلاف المغاربة عالقون في مختلف القارات الخمس بعد قرار الرباط تعليق جميع الرحلات الجوية وإغلاق الحدود، في وجه جميع الدول لمحاصرة دخول "فيروس كورونا" إلى المملكة؛ لكن هذا القرار كان صعباً على العديد من المغاربة الذين أصبحوا عالقين في دول تعيش أوضاعاً صعبة، بحكم تفشي الوباء فيها. هسبريس تواصلت مع أكثر من مسؤول حول وضعية المغاربة العالقين في دول مختلفة، وأكدت مصادرنا صعوبة إرجاع هؤلاء إلى المملكة في الوقت الراهن بالنظر إلى وضعية تطور "فيروس كورونا". المصادر ذاتها أقرت بأنها على وعي تام بالوضعية الصعبة لهؤلاء المغاربة الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها عالقين بسبب قرار المغرب السيادي، الذي جاء حماية لأزيد من 30 مليون مغربي. وتشير المعطيات، التي حصلها عليها هسبريس، إلى أن عدد المغاربة العالقين الذين كانوا يوجدون بالخارج خلال فترة قرار غلق الحدود يناهز 20 ألفاً، بدون احتساب آلاف الطلبة المغاربة بالخارج الذين يريدون أيضا العودة إلى أسرهم بعد توقف الدراسة في مختلف مناطق العالم. ويتعلق الأمر، وفق مصادرنا دائماً، بسياح مغاربة ومن كان في مهمات خارج المملكة؛ منهم من كان في العلاج، أو في إطار زيارات عمل رسمية. وأضافت المصادر الموثوقة أن قرار إغلاق الحدود يسري على الجميع، بمن في ذلك مسؤولون وبرلمانيون علقوا أيضاً. في مقابل ذلك، أشارت المصادر ذاتها إلى اتخاذ إجراءات عديدة على مستوى كل من وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، لمتابعة الوضع المعقد للمغاربة العالقين خارج الحدود. "تشكلت خلية أزمة ولجان يقظة بالقطاعات الوزارية المعنية لمتابعة وضعية هؤلاء المغاربة بشكل يومي، كما تم استنفار قنصليات وسفارات المملكة بالخارج لتقديم المساعدة إلى جميع المتضررين"، تضيف مصادر هسبريس، والتي أشارت إلى أن الجميع معبأ من السفراء إلى الموظفين في خمس قارات. وحول طبيعة المساعدات المقدمة، أوردت المصادر ذاتها أنه تم تقديم المساعدة على مستوى توفير السكن لبعض المتضررين والتكفل بأمور أخرى مرتبطة بالمعيشة حسب طبيعة كل مدينة وظروف كل واحد، ومن ضمن ذلك تخصيص 5 حافلات لإعادة مغاربة علقوا بالخزيرات إلى ديارهم بإيطاليا. وأضافت المصادر ذاتها أن "عملية تمويل المغاربة العالقين مستمرة، وعلينا أن نتدبر هذا الوضع الاستثنائي الذي اختارته بلادنا لتقليص مخاطر دخول "فيروس كورونا" ومحاصرته، خصوصا إذا علمنا أن جل الحالات التي سجلت إلى حدود اللحظة جاءت من الخارج". في المقابل، يطالب المغاربة العالقون السلطات المغربية ويناشدون الملك محمدا السادس بترتيب رحلات العودة إلى الوطن أسوة بما فعلته عدد من الدّول، بما فيها تركيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا التي قامت بإجلاء مواطنيها من المغرب وبتخصيص رحلات استثناء لنقل رعاياها العالقين في مطارات المملكة.