كشفت مصادر مطلعة للجريدة بأن عشرات المواطنين المغاربة عالقون بين ماليوموريتانيا في ظروف صعبة للغاية. وأفادت ذات المصادر بأن العالقين هم سائقو أزيد من 30 شاحنة عائدة من دولة مالي وبوركينافاصو وغيرها من الدول الأفريقية جنوب الصحراء، يعملون في مجال الاتجار بالخضراوات والفواكه وغيرها من المواد الاستهلاكية. وفي اتصال هاتفي بأحد العالقين بالنقطة الحدودية « كوكي موريتان» أكد (ي.ع ) القادم من بوركينا فاصو أنهم عالقون منذ الخميس الماضي، داخل مالي وعلى الحدود الموريتانية، وأن زادهم من الأكل والشرب نفد، ولا توجد أية محلات في المنطقة للتزود بالأغذية. وكشف مصدرنا أن موريتانيا تسمح لمواطنيها بالدخول من النقطة الحدودية كوكي موريتان، وكذلك النقطة الحدودية بوكي موريتان التي تبعد عن الأولى بحوالي 5 كلمترات بعدما يتم فحصهم من طرف طبيب موريتاني، الذي يرفض فحص المغاربة المحاصرين، وأن عناصر حماية الحدود الموريتانية أو الجمارك لا تتحدث معهم إلا من بعيد بدعوى إصابتهم بالإيبولا ولا يتركونهم يقتربون من منهم. وحسب مصدرنا من عين المكان، فإن دبلوماسيا موريتانيا حل بالمنطقة لمعالجة وضعية مواطنيه على الحدود، في حين لم يصل أي مسؤول مغربي سواء سفير المغرب بموريتانيا أو بمالي أو أي شخص آخر، في الوقت الذي علمت الجريدة بأن وزارة النقل على علم بالموضوع بعدما أخبرتها إحدى الجمعيات المهنية بالأمر، ومازالت الأمور تزداد سوءا، خاصة وأن شاحنات مغربية أخرى تصل إلى المناطق الممنوع فيها مرور المغاربة لعدم وجود تواصل بين المهنيين المعزولين في أدغال إفريقيا وصحاريها الصعبة للغاية. وناشد العالقون السلطات المغربية التدخل لإنقاذهم، مشددين على أنهم بصحة جيدة ولم يصابوا بأي فيروس سواء إيبولا أو غيره. ويبقى التساؤل ماهو دور السفارات والقنصليات المغربية في الخارج إذا لم يكن اهتماهم الأول هو المواطن المغربي، خاصة وأن هؤلاء البسطاء العالقين في ظروف خطيرة للغاية، معرضون للأذى بسبب قساوة الطبيعة ونقص المؤونة، وهم من يوطد علاقات الأخوة والجوار الإفريقي ومبعوثو المغرب إلى سكان إفريقيا الحقيقيين.