بعد انتهاء عملية إجلاء مغاربة عالقين في إسبانيا، يترقّبُ آخرون في إسطنبول تحديد السلطات تاريخ مُباشرة عمليات التّرحيل التي ستشملُ الآلافَ منهم، بعد رحلة "انتظار" طويلة وما رافقها من عذابٍ نفسيّ لم يسلم منها العالقون وأسرهم. وقبل بدء عمليات إرجاع المغاربة العالقين في تركيا إلى أرض الوطن، التجأ عشرات منهم، صباح اليوم الاثنين، إلى مقرّ القنصلية العامة بإسطنبول للاستفسار حول تاريخ الشّروع في إعادة العالقين. وأكّد مصدر مطلّع من القنصلية العامة لإسطنبول أنّ "عمليات الإجلاء ستراعي الشّروط التي حدّدتها المصالح المغربية، حيثُ ستشملُ الفئات الأكثر هشاشة والمرضى"، مبرزاً أنّ "الأمر يتعلّق ب5 آلاف مغربي عالق في تركيا". وطالبَ مغاربة لم يمضِ على خروجهم من السّجون التّركية إلا أيّام قليلة بتوفير أماكن للإيواء بعدما وجدوا أنفسهم يبيتون في العراء، بينما أكّد مصدر من القنصلية أنّ "عمليات الإيواء شملت أزيد من 2000 مغربي عالق، بمن فيهم المهاجرون السّريون". وحاولَ بعض العالقين ولوج ساحة القنصلية العامة بإسطنبول؛ إلا أنّ حاجزاً أمنياً مكوناً من عناصر الشّرطة التركية قامَ بتفريق الجموع الذين غادروا المكان، بعد ساعات من الانتظار. محمد رضا، المتحدر من شمال المغرب وأحد العالقين في إسطنبول، أكّد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "إفادة وزير الخارجية في البرلمان حول برمجة رحلات العودة أظهرت أنّ تركيا تأتي بعد إسبانيا؛ وهو ما نترقّبهُ جميعاً"، مبرزاً أنّ "العودة إلى أرض الوطن تمثّل هاجساً حقيقياً للعالقين المغاربة". وأضاف المصرّح لهسبريس أنّ "المغاربة العالقين في تركيا ينتظرون بترقبّ شديد انتهاء عملية إجلاء مغاربة آخرين في إسبانيا"، مورداً أنّ "المغاربة على أعصابهم، ويترقّبون تاريخ العودة إلى أرض الوطن". وتابع: "ناس ولات تبيع حوايجها ومبقاش عندها ما تصرف". ويلتمسُ هؤلاء المغاربة العالقون في تركيا من الحكومة المغربية ترتيب عودتهم إلى الوطن في أقرب وقت ممكن، خاصة أنّهم يعيشون متنقلين بين الفنادق وبدون مأوى، وغالبيتهم لم يعودوا يتوفّرون على المال الكافي لقضاء حوائجهم. وعلق آلاف المغاربة في مختلف الدول بالقارات الخمس بعد قرار الرباط تعليق جميع الرحلات الجوية وإغلاق الحدود في وجه جميع الدول قبل أزيد من شهرين، لمحاصرة دخول "فيروس كورونا" إلى المملكة؛ لكن هذا القرار كان صعباً على العديد من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في دول تعيش أوضاعاً صعبة بحكم تفشي الوباء فيها. ويطالبُ هؤلاء المغاربة العالقون والراغبون في العودة إلى ديارهم بإخضاعهم جميعاً للحجر الصحي وفقا للمعايير المعمول بها دولياً للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، حفاظاً على الصحة والسلامة العامة.