قدمت وكالة التنمية الفلاحية ومجموعة كوسومار عرضا حول التجميع الفلاحي بسلسلة السكر ومشروع "التيسير" الخاص برقمنة النشاط الفلاحي لهذه السلسلة، وذلك خلال ندوة افتراضية منظمة من طرف منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) نهاية شهر أبريل حول المبادرات والمشاريع الابتكارية كأداة لحماية الفلاحين من جائحة "كوفيد-19" بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا). وقد تم عرض مشروع "التيسير" ضمن 7 مشاريع أخرى بالمنطقة، حيث تم اختياره عبر التصويت كأفضل مبادرة ابتكارية لحماية الفلاحين والفئات الهشة من جائحة كورونا. ويتمثل مشروع "التيسير"، حسب وكالة التنمية الفلاحية، الذي طورته مجموعة كوسومار بصفتها مجمِّعا ل 80000 فلاح في إطار مخطط المغرب الأخضر، في الرقمنة الشاملة للعمليات التي يقوم بها المتدخلون في مختلف مراحل الإنتاج الفلاحي، كما يمكّن من نقل التكنولوجيات الحديثة إلى الفلاحين المجَّمعين في إطار شراكة رابح-رابح التي يرتكز عليها التجميع الفلاحي. ويعمل مشروع "التيسير"، حسب المصدر ذاته، على تدبير مجموعة من الأطراف تشمل بالأساس الفلاحين المجمَّعين والمستشارين الفلاحيين والناقلين وموزعي المدخلات ومانحي الخدمات، المزودين ببطاقات الولوج والمتصلين بنظام الإشراف المركزي المتواجد بمعامل السكر لكوسومار. بالإضافة إلى ذلك، يعمل "التيسير"، تضيف الوكالة، بشراكة مع شركات مغربية، من ضمنها مقاولة ناشئة مبتكرة، على التتبع عن بعد لحظيرة مكونة من أزيد من 2000 آلة فلاحية مرتبطة بنظام "جي بي اس". وفي خضم الأزمة الحالية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا، تم استعمال وظائف منظومة "التيسير" من أجل تنفيذ استراتيجية مكافحة "كوفيد-19" بغية الحد من مخاطر انتشار العدوى والتطبيق الجاد للتباعد الاجتماعي. وأوضحت الوكالة أن جميع عمليات برمجة قلع النباتات السكرية والترميز الأوتوماتيكي للقطع الأرضية وتخصيص الآلات الفلاحية ونقل وتسليم النباتات السكرية إلى غاية الأداء عبر التحويل البنكي لفائدة الفلاحين المجمَّعين، تتم عن بعد بواسطة هذا النظام. الوكالة ترى أنه في ظل هذه الظرفية الاستثنائية الناجمة عن جائحة "كوفيد-19"، تواصل مجموعة كوسومار، الملتزمة بشكل كبير تجاه شركائها، بذل المزيد من المجهودات من أجل التموين المنتظم للسوق الوطنية بالسكر وضمان سيرورة الموسم السكري الحالي في أحسن ظروف السلامة لجميع المتدخلين بمنظومتها الاقتصادية. وتعتزم وكالة التنمية الفلاحية الاستفادة من هذه التجربة من أجل مواكبة مشاريع تجميع أخرى في عملية التحول الرقمي قصد تمكين الفلاحين المجمَّعين الصغار من الاستفادة من الرقمنة الفلاحية التي تحتل مكانة رئيسية في الاستراتيجية الجديدة للقطاع الفلاحي "الجيل الأخضر 2020-2030".