يستهلك المغاربة مليون طن من السكر سنويا، في وقت لا يتجاوز الإنتاج الوطني من هذه المادة 450 ألف طن، ما يدفع إلى استيراد أكثر من نصف الحاجيات، أي 550 ألف طن، من دول أوروبية، وأميركية لاتينية، خصوصا البرازيل، التي تعد أول دولة منتجة للسكر في العالم، بأكثر من 30 مليون طن سنويا.أحد معامل تصنيع السكر التابع لكوسومار أكبر مجموعة للإنتاج في المغرب (خاص) ومن أجل تدارك العجز، المسجل في إنتاج السكر، تراهن الدولة على مخطط لتأهيل القطاع في أفق 2013، وسيمكن، حسب عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، من إنتاج 657 ألف طن، مقابل 450 ألف طن سنة 2008، ما يتيح تغطية 55 في المائة من الحاجيات الداخلية من هذه المادة. وتتركز الزراعات السكرية، على مستوى المناطق الكبرى المسقية، في دكالة وتادلة والغرب واللوكوس وملوية. وتتكون الصناعة السكرية من خمس شركات. وتتوفر على طاقة معالجة تبلغ 43 ألف طن يوميا من الشمندر السكري، و10 آلاف طن يوميا من قصب السكر، ما يعني طاقة إنتاجية من السكر تبلغ 600 ألف طن سنويا. وتؤمن وحدة الدارالبيضاء عملية تصفية السكر الخام المستورد بطاقة 650 ألف طن سنويا. وتمكن الزراعات السكرية من خلق حوالي 9 ملايين يوم عمل سنويا، إضافة إلى ثلاثة آلاف منصب شغل قار في الصناعة، التي تستقطب 70 ألف فلاح. وكانت مجموعة "كوسومار" لصناعة السكر، التابعة إلى مجموعة أومنيوم شمال إفريقيا (أونا)، قامت أخيرا بتجربة نموذجية لتنمية زراعة قصب السكر، اعتمادا على آليات وتقنيات السقي بالتنقيط. ويهدف المشروع، الذي انطلق العمل به في منطقة سيدي محمد لحمر (دائرة سوق ثلاثاء الغرب بإقليم القنيطرة)، إلى تجهيز 402 هكتار. ويجري في إطار شراكة بين كوسومار وجمعية منتجي النباتات السكرية بالغرب، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، لفائدة 73 فلاحا من أصحاب الضيعات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة، ينتمون إلى 3 تعاونيات فلاحية هي "العباسية" و"المصباحية" و"الشعبية". وشهد المشروع الانتهاء من تجهيز 66 هكتارا، ويعتمد تقنية الري بالتنقيط في زراعة قصب السكر، ما يمكن من الاقتصاد في استهلاك الماء بنسب تتراوح بين 30 و40 في المائة. ويتوقع القائمون على المشروع أن يساهم تطبيقه في رفع إنتاجية الهكتار الواحد إلى 100 طن عوض 70 حاليا، في حين ينتظر أن تصل المردودية المالية لقصب السكر إلى 30 ألف درهم في الهكتار الواحد. وحسب القائمين على المشروع، يبلغ الغلاف المالي المخصص للإنجاز 11 مليون و300 ألف درهم، ويجري تمويل 60 في المائة منه، في إطار دعم من الدولة، ويندرج في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة المندمجة. يذكر أن مجموعة كوسومار لصناعة السكر، تتوفر على ثلاثة معامل لتكرير قصب السكر في منطقتي الغرب واللوكوس، توجد في القصيبية وبلقصيري والعوامرة، وثلاثة أخرى لتكرير الشمندر السكري في سيدي علال التازي، وبلقصيري، والقصر الكبير. وتصل المساحة المخصصة للزراعات السكرية في المنطقتين إلى حوالي 38 ألف هكتار.