استبعد مسؤول من قطاع السكر، طلب عدم ذكر اسمه، أن تطبق الدولة أي زيادة في سعر السكر المتداول بالمغرب، نتيجة ارتفاع أسعار السكر الخام في الأسواق الدولية إذ يصل حاليا إلى 420 دولاراً للطن (3402 درهم)، في وقت يستورد فيه المغرب 55 % من حاجيات الاستهلاك الداخلي لهذه المادة الحيوية، ويتم جلبها أساسا من دولة البرازيل. وأضاف المصدر نفسه أن الدولة تتدخل، عبر منظومة الرسوم الجمركية المطبقة على استيراد السكر الخام لتجعل الثمن الذي يصل إلى «كوزيمار» يتناسب وكلفة إنتاج السكر داخل المغرب مهما كانت أسعاره مرتفعة في الأسواق الدولية، إلا أن هذه المنظومة تتعطل عندما يصل السعر إلى 430 دولارا للطن (3483 درهما)، وهو وضع لا يستبعد الوصول إليه قريباً بفعل تراجع الإنتاج على المستوى العالمي مقارنة بالموسم الماضي، فقد تراجع إنتاج الهند وهي من كبريات منتجي السكر في العالم إلى حدود 15 مليون طن. وحتى عند اجتياز ثمن السكر الخام سقف 430 دولارا وتعطل آلية التدخل الجمركي، فإن المرجح أن تتدخل الدولة عن طريق صندوق الموازنة، كما فعلت في سنة 2006، عبر دفع الفرق بين الثمن المرجعي والثمن الحقيقي لشركة «كوزيمار» للإبقاء على أسعار السكر في مستواها الحالي الذي يصل إلى 5,80 دراهم للعلبة التي تزن كيلوغراما واحدا. وعن السبب وراء الظرفية الحالية للسكر عالمياً، أوضح المصدر السابق أن تراجع العرض أدى إلى ارتفاع الطلب عبر بورصتي نيويورك ولندن اللتين تتم فيهما التداولات المتعلقة بسوق السكر على المستوى العالمي، سواء السكر الخام أو السكر المصفى، إذ لوحظ في الأسابيع الماضية ارتفاع عمليات شراء الأوراق في البورصتين والتي تعبر عن حصص معينة من الإنتاج العالمي للسكر، والتي أقبلت عليها بشكل أساسي صناديق التقاعد في عدد من الدول. من جانب آخر، صرح الرئيس المدير العام لشركة «كوزيمار» محمد فكرات أن عملية قلع الشمندر تمر في ظروف عادية، وأن محصول هذا الموسم يرتقب أن يعرف تراجعاً في الكمية لينتقل من 450 ألف طن المسجلة في الموسم الفارط إلى 420 ألف طن للموسم الحالي، ويعزى هذا التراجع أساسا إلى تضرر أراضي الشمندر في منطقة الغرب من الفيضانات التي شهدتها في الأسابيع الأولى لسنة 2009. ولتعويض النقص في كمية الإنتاج السكري البالغ 30 ألف طن، ما تزال «كوزيمار» تتوصل كل 20 إلى 25 يوما بحمولة بواخر محملة بالسكر الخام قادمة من البرازيل. وللإشارة فإن المغرب ينتج 45 % من الاستهلاك الإجمالي من السكر ويصل هذا الإنتاج إلى مليون و140 ألف طن، تؤمنها 11 وحدة صناعية تابعة لكوزيمار والشركات المتفرعة عنها بالدار البيضاء ودكالة وتادلة والغرب وملوية واللكوس، ويشكل السكر المحبب (سانيدة) 50 % من سوق السكر بالمغرب، يليه سكر القالب ب 37 % ثم السكر المقرط (قطع صغيرة وكبيرة) بنسبة 13 %.