سيتمكّن منتجو النباتات السكرية بالمغرب، في سابقة من نوعها، من ضمان حقوقهم الكاملة في التقاعد والتغطية الصحية؛ بعد أن وقّعت الشركة المغربية لتكرير السكر، المعروفة اختصارا ب"كوسومار" والفيدرالية البيمهنية للسكر والصندوق المغربي البيمهني للتقاعد على اتفاقية ستكفل لمزارعي الشمندر السكري والقصب السكري كل ظروف الراحة، بعد مشوار العمل. ويهمّ الجانب الأول من الاتفاقية، التي وقعت برواق شركة "كوسومار" ضمن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في نسخته الثالثة عشرة، التغطية الصحية التي تستهدف تمكين الفلاحين من التطبيقات الطبية العامة والتخصصات الجراحية والرعاية الطبية الخاصة بالحمل والولادة والتطبيب الخاص بالاستشفاء والجراحة. ويهدف البرنامج، كذلك، إلى توفير النظارات الطبية والعناية وعلاج الفم وتقويم الأسنان بالنسبة إلى الأطفال وعمليات الترويض، كما سَتُسَدِدُ الاتفاقية التكاليف المتعلقة بالتحليلات الطبية والتصوير الطبي والأدوية مستحقة السداد وأكياس الدم البشري. وكان برنامج التغطية الصحية لهذه الفئة من المهنيين قد انطلق قبل 8 سنوت من الآن، سنة 2010 تحديدا، بعدما جرى تفعيله في منطقة ملوية، ثم تَوَسع بعدها ليشمل فلاحي الغرب واللوكوس وتادلة ودكالة. أما بخصوص برنامج نظام التقاعد لمنتجي النباتات السكرية بالمغرب، والذي وُضِعَ له شعار "مستقبل الفلاح"، فقد جرت صياغته في مذكرة للتفاهم وقعت بمناسبة الدورة الثانية عشرة للمعرض الدولي للفلاحة، بحضور مسؤولي وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ورؤساء جمعيات منتجي النباتات السكرية وممثلي شركة "كوسومار" وفروعها. وتتراوح نسبة المساهمة الجزافية السنوية للفلاح في التقاعد، والتي تظل رهن اختياره، بين 2.500 درهم و100.000 درهم، حيث ستتكلف شركة "كوسومار" بالاقتطاع لصالح الفلاحين مستقبلا، مع اعتماد نظام جمع النقط، التي يحددها حساب الصندوق المغربي البيمهني للتقاعد، الذي يعطي الحق في الحصول على المعاشات انطلاقا من بلوغ 50 سنة. وسَتَتَمكن أسرُ الفلاحين في حالة وفاتهم من الاستفادة من التقاعد، حيث توضح مضامين الاتفاقية إمكانية أخذ الأرامل والأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لمعاش الفلاح المتوفي، وحدد مبلغ 13.085 درهما كأقصى تعويض في نظام التقاعد، و374 درهما كأقل مقدار. وفي السياق ذاته، أوضح محمد فكرت، الرئيس المدير العالم لشركة "كوسومار"، أن الشركة تعرض في رواقها داخل الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس مسار القيمة التي تَهُمُ المنظومة السكرية، والتي تَنْطَلِقُ من العملية الفلاحية، وتنتهي بخدمة المواطن بتسليمه المادة الأساسية. وأشاد فكرت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بجهود مختلف المتدخلين في القطاع، خصوصا الفلاحين الذين يستضيفون "كوسومار" في الملتقى الدولي للفلاحة، مشيرا إلى أن الشركة ستستمر في تحسين الخدمات التي تقدمها لجميع شركائها ابتداء من الفلاحين إلى المستهلكين. وبدوره أكد حسن منير، المدير العام المنتدب لمعامل السكر التابعة لمجموعة "كوسومار"، أن الشركة فَكَرَتْ خلال وجودها بالملتقى في أن تُوَقِعَ على اتفاقية مهمة جدا تَهُمّ توفير تقاعد وتغطية صحية لصالح المنتجين المتدخلين في قطاع السكر، بُغْيَةَ ضمان راحتهم بعد نهاية مشوار العمل. وأضاف منير، في تصريح لهسبريس، أن جميع فلاحي الشمندر والقصب السكريين الموجودين في المناطق الخمس، والذي يبلغ عددهم 80 ألفا، سيستفيدون من التغطية والتقاعد عند بلوغهم سن 60 أو 62 أو 65، حسب رغباتهم. من جهته، قال عبد الحميد الشافعي العلوي، مدير التنسيق الصناعي والفلاحي لمجموعة "كوسومار"، إن الشركة تعمل على مواكبة الفلاحين المشتغلين داخل المنظومة السكرية، على المستويات المالي والتقني والاجتماعي. وفي هذا الإطار، قامت، منذ سنة 2010 ولأول مرة في المغرب، بوضع نظام للتغطية الصحية، وأعطى الكثير للفئات المستهدفة. وأضاف الشافعي العلوي، في تصريح لهسبريس، أن الشركة اشتغلت، خلال هذه السنة، على تنزيل مضامين نظام التقاعد والتغطية الصحية الجديد؛ وذلك بوضع شروط تفضيلية وممتازة بالنسبة إلى الفلاح، مسجلا أن منطقة تادلة هي أول منطقة سيفعل فيها النظام، انطلاقا من أمس الأربعاء، وسيتم استقبال الفلاحين الخمسة الأوائل الذين سيستفيدون من هذا النظام، الذي سيمكنهم من الاستراحة، بعد مشوار عمل شاق وجاد.