يرى عبد الكريم واكريم، الناقد الفني، أن إصرار شركات الإنتاج في المغرب على إنتاج مسلسلات درامية مكونة من ثلاثين حلقة، يؤدي إلى الوقوع في النمطية والتكرار، على عكس ما فعلته الشركات المصرية التي اتبعت رؤية إنتاجية جديدة، تجنبها الوقوع في فخ الرتابة من خلال إنتاج أعمال درامية تتكون من خمس عشرة حلقة فقط. لكن، يظل السؤال المطروح: لماذا لا تحذو شركات الإنتاج المغربية حذو نظيرتها المصرية؟ في تصريح ل"رسالة 24″، يجيب واكريم عن هذا التساؤل قائلاً: "مع دخول منصات البث المنافسة، ظهرت صيحة المسلسلات القصيرة سواء على الصعيد العالمي أو العربي. حيث نلاحظ الآن عرض مسلسلات درامية تتراوح بين ثماني إلى عشر حلقات، في حين كنا نشهد في رمضان مسلسلات تتكون من ثلاثين حلقة، خاصة من قبل المنتجين المصريين. لكن اليوم، أصبح المنتجون يفضلون إنتاج مسلسلات درامية تتكون من خمس عشرة حلقة، حيث أصبح الموسم مقسماً إلى قسمين: الأول انتهت حلقاته منذ أيام، والآن انطلقت مسلسلات القسم الثاني." ويضيف واكريم أن هذه الخطوة تعكس ذكاء المخرجين. فهذا النموذج الإنتاجي في مصر يرفع من نسبة مشاهدة الجمهور ويضمن مستوى جودة أعلى للعمل من خلال ضبط حبكات المسلسلات وتجنب تمديد الأحداث، خاصة في النصف الثاني من المسلسل الذي يتكون من ثلاثين حلقة. وعند المقارنة بين الدراما المصرية والمغربية، يشير واكريم إلى أن نقطة ضعف الدراما المغربية تكمن في السيناريو. فرغم وجود مخرجين جيدين لهم تجربة سينمائية، إلا أنهم يواجهون صعوبة في التكيف مع الاشتغال في التلفزيون، إذ يجدون أنفسهم أمام سيناريوهات بها نقص في بناء الشخصيات ، ناهيك عن عدم ضبط الأحداث، مم يؤدي إلى تراجع تطور الأحداث درامياً، فتسقط المسلسلات في العشوائية، وغالباً ما يضطرون إلى الركون إلى أحداث نمطية تمطط المسلسل ليستوفي شهر رمضان بأكمله. ويعتقد الناقد الفني أن التفكير في إنتاج مسلسلات مكونة من خمس عشرة حلقة قد يساعد في احتواء الأخطاء والهفوات، من خلال الاستعانة بكُتّاب سيناريو متمكنين، على عكس ما نراه من عدم ضبط الشخصيات التي تفتقر إلى مرجعية نفسية واجتماعية وعدم تكثيف الأحداث. أما عدم تفضيل شركات الإنتاج للحلقات القصيرة المكونة من خمس عشرة حلقة، فيرى الناقد الفني إلى أن السبب مادي بالدرجة الأولى. فكلما زادت عدد الحلقات، زادت الميزانية، مما يحقق أرباحاً أكبر. ويضيف الأستاذ واكريم مستشرفا: "إذا تم تغيير طريقة التفكير وبنية الإنتاج في القنوات التلفزيونية المغربية، خصوصاً فيما يتعلق بطلبات العروض، فمن الممكن تحسين وتطوير الدراما التلفزيونية في المغرب. فالنظام القديم، الذي كان يعتمد على التعامل المباشر بين كتاب السيناريو والمخرجين والممثلين مع القنوات التلفزيونية، أنتج مسلسلات أفضل بكثير مقارنة بنظام طلبات العروض الحالي."