الزيادة في الوزن وانخفاض المنسوب البدني إلى أدنى درجاته من بين "الكوابيس" التي يعاني منها المدربون في البطولة "برو" خلال فترة التوقف الحالية، في ظل محدودية فكر البناء الذاتي لدى اللاعب المحلي، الذي وجد نفسه مضطراً للإشراف على تداريبه شخصياً في البيت تزامناً مع الخضوع للحجر الصحي، بفعل تداعيات تفشي فيروس "كورونا". وأكد نابي مناف، المعد البدني لنادي أولمبيك خريبكة، في تصريح ل"هسبورت"، أن مسألة اكتساب وزن زائد وانخفاض المنسوب البدني لدى اللاعبين أمر محتم خلال فترة الحجر الصحي وحالة الطوارئ التي تمر منها البلاد، مردفاً: "تأثر اللياقة البدنية للاعبين أمر أكيد، مهما تدربوا والتزموا بالبرامج والتمارين، ففي الأول والأخير التداريب في البيت تختلف كثيراً عن التداريب في الملعب". وأضاف "الكوتش" التونسي أن المستوى التقني للاعبين هو الآخر مهدد، بما أن كرة القدم هي لعبة تحتاج إلى التمرن بشكل واقعي والتدرب على الأفكار التكتيكية والخطط ولمس الكرة، وهو ما يفتقده اللاعب بشكل كبير عندما يتدرب بشكل فردي وفي المنزل بعيداً عن المستطيل الأخضر. من جهة أخرى، حذر المعد البدني السابق للوداد الرياضي من مبادرة اللاعبين إلى اتباع برنامج تدريبي بشكل عشوائي عبر "يوتوب" أو تطبيقات خاصة، دون العودة إلى المعد البدني للنادي، مردفا: "يجب أن يكون هناك تواصل مستمر بين اللاعب والمعد البدني.. شخصياً أتحدث إلى لاعبي فريقي أولمبيك خريبكة بشكل يومي، كما أنني متاح للتواصل معهم بشتى الوسائل في أي وقت". وربط المتحدث نفسه مسألة التواصل بين المعد البدني واللاعبين بتحديد البرنامج المناسب لكل لاعب حسب ظروفه وإمكانياته، وزاد موضحاً: "هناك لاعبون يتدربون في البحر وآخرون يتوفرون على مساحات عشبية في بيوتهم والبعض الآخر يتدرب على أرضية صلبة في المنزل..لكل ظرف من الظروف المذكورة يوجد برنامج خاص نمد به اللاعب". وحذر نابي مناف اللاعبين الذين يتدربون على أرض صلبة من القيام بتمارين تتضمن حركات القفز، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن تكون له تبعات على مستوى الظهر، عكس ما إذا تم تطبيق التمرين فوق العشب أو في الشاطئ، أو على حصيرة رياضية. ونصح المتحدث نفسه اللاعبين بالالتزام بالبرامج التدريبية المحددة من طرف المعدين البدنيين لفرقهم، مضيفاً: "حتى البرامج لا يجب أن تكون رتيبة، لأن فترة التوقف طويلة.. شخصياً أغير برنامج التداريب للاعبين كل أسبوع أو أقل، بين تداريب شخصية، وأخرى تتضمن تحديات بين اللاعبين لتحفيز المجموعة، وذلك عبر مجموعة محادثة خاصة". ويبقى الشق البدني من أكثر الأمور التي تؤرق بال مدربي الأندية الوطنية، في فترة التوقف الإجبارية الحالية، خصوصاً في ظل غياب ثقافة التدريب الفردي والتغذية السليمة لدى فئة واسعة من اللاعبين محلياً، فضلاً عن تباين درجة التزام اللاعبين بتعليمات المدربين والمعدين البدنيين طيلة فترة التوقف، وكذلك اختلاف جودة التداريب المنزلية والفردية، والتي تظل متواضعة محلياً مقارنةً بلاعبي أوروبا الذين يتوفرون على صالات رياضية مجهزة في منازلهم، تتيح لهم التدرب وفق معايير خاصة.