مع توسع دائرة انتشار فيروس "كورونا" المستجد في مختلف بقاع العالم، عمَدت عدد من الدول إلى تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية، كانَ آخرَها فرنسا، التي أعلن رئيسها، مساء أمس، تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس. في المغرب، ما زالت الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية تجري بوتيرة عادية، ما دفع فاعلين تربويين إلى التساؤل حول دواعي عدم تعليقها إلى حد الآن، فيما اقترح بعضهم تقديم العطلة المدرسية البينية المقرر أن تبدأ أواخرَ شهر مارس الجاري. وفيما لا توجد أي معلومات حول ما إذا كانت الحكومة ستُبقي على استمرار الدراسة بوتيرتها العادية، قال فاعلون تربويون إنّ عليها أن تتعامَل بأقصى درجات الجدّية مع احتمال تسرب فيروس "كورونا" إلى المؤسسات التعليمية، خاصة في ظل ضُعف إجراءات الوقاية والحماية داخلها. وأوضح نور الدين عكوري، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، أنّ قرار تعليق الدراسة مرتبط بتقدير الحكومة للوضع، بناء على مدى انتشار الفيروس، لكنّه أشار إلى أنّ هناك مشكلا في التواصل، إذْ لم تبادر الوزارة الوصية على قطاع التربية والتعليم إلى التواصل مع الجمعيات بخصوص هذا الموضوع. وأضاف عكوري، في تصريح لهسبريس، قائلا: "في الوقت الذي يتواصل فيه زعماء العالم مع الرأي العام في بلدانهم ويقدمون المعلومات الدقيقة، لم يتواصل معنا أحد إلى حد الآن، على الأقل لنعرف هل الوضع تحت السيطرة أم لا، خاصة وأن إمكانيات الوقاية من فيروس كورونا داخل المؤسسات التعليمية، وكذا مراقبة مدى امتثال التلاميذ للتدابير الصحية المتخذة، ضعيفة". وعلى الرغم من أنّ الحكومة اتخذت قرار إلغاء جميع التظاهرات والأنشطة الرياضية والثقافية والفنية التي يزيد عدد الحضور فيها على ألف شخص، كما ألغت المواسم الدينية أيّا كان عدد الأشخاص المجتمعين فيها، فإنّها لمْ تعطل الدراسة، رغم أنّ هناك مؤسسات تعليمية يجتمع فيها أكثر من ألف تلميذ. في هذا الإطار، قال نور الدين عكوري: "هناك مؤسسات تعليمية يزيد عدد التلاميذ فيها على ألفي تلميذ، يجتمعون في الساحة في وقت متزامن، وهذا قد يشكّل خطرا في حال وجود إصابة بفيروس كورونا في صفوفهم". من جهته، قال عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل: "نحن أيضا، كجميع المغاربة، نتساءل كيف تمّ منع التظاهرات والأنشطة الرياضية والفنية، في حين لم يتخذ أي إجراء من هذا القبيل بالنسبة إلى المؤسسات التعليمية، علما أنّ عدد التلاميذ داخلها يتجاوز عدد الحضور في ملاعب كرة القدم"، لكنه استدرك بأنّ تحديد درجة الخطر التي تحتّم إجراء من هذا القبيل يعود إلى السلطات. وأوضح الراقي، في تصريح لهسبريس، أنّ صعوبة التيقّن من مدى خطورة انتشار فيروس "كورونا" في المغرب، تعود إلى "أننا لسنا مطمئنّين للمعطيات الرسمية التي تقدمها الحكومة إلى الرأي العام"، مضيفا: "على السلطات أن تأخذ هذا الموضوع على محمل الجدّ. فإذا كان الوضع متحكّما فيه، يمكن أن تستمر الدراسة. وإذا كان هناك احتمال لتفشي الفيروس، فعليها أن تبادر إلى تعليقها". من جهة ثانية، علمت هسبريس أنّ الأساتذة العاملين في البعثة الفرنسية في المغرب لم يتوصّلوا، إلى حد الآن، بإشعار حول ما إذا كان سيتمّ تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية التابعة لهذه البعثة أم لا بعد إعلان الرئيس الفرنسي، في خطاب ألقاه مساء أمس الخميس، تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية والجامعات بفرنسا ابتداء من الإثنين المقبل.