في الوقت الذي عمدت فيه بعض الدول إلى تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية، كإجراء احترازي للوقاية من انتشار فيروس كورونا، تسير وتيرة الدراسة بالمؤسسات التعليمية في المغرب بشكل عادي، مع اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، كتوفير صابون غسْل اليدين للتلاميذ. المدراء الإقليميون لوزارة التربية الوطنية وجهوا مراسلة إلى رئيسات ورؤساء المؤسسات التعليمية، حثوهم فيها على توفير مادة الصابون السائل في مغاسل اليدين بالمؤسسات التعليمية، إلى حين تزويدهم من طرف المديريات بالكميات الكافية من هذه المادة. وتباينت آراء الفاعلين التربويين الذين تحدثت إليهم هسبريس حول مدى توفير المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لمادة الصابون السائل في المؤسسات التعليمية، بين قائل إنّ هذه المادة متوفرة، وبين من قال إنها غير متوفرة إلى حد الآن. محمد حرفوف، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، قال إنّ المراسلة الموجّهة إلى رؤساء المؤسسات التعليمية على مستوى إقليمالرباط تمّ تفعيلها، مشيرا إلى أن التلاميذ يستفيدون من مادة الصابون مجانا، وهناك مؤسسات تعليمية توزّع فيها المناشف الورقية على التلاميذ. في المقابل، قالت أستاذة تدرّس بمؤسسة تعليمية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة إنّ المراسلة التي وجهها المديرون الإقليميون إلى رؤساء المؤسسات التعليمية "مجرد كلام على الورق لا غير". وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أنّ "بعض الأساتذة بادروا، من تلقاء أنفسهم، إلى اقتناء الصابون السائل من مالهم الخاص فقط لتحسيس التلاميذ بكيفية الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، بينما لم توفر المديريات شيئا"، على حد تعبيرها. من جهته، قال عبد الوهاب السحيمي، عضو التنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات، إنّ مدراء المؤسسات التعليمية اقتنوا الصابون ووضعوه في المغاسل، لكنه نبّه إلى غياب عمليات تحسيس مواكِبة لتوعية التلاميذ بكيفية الوقاية. وأضاف السحيمي في تصريح لهسبريس: "إذا لم تكن هناك عمليات تحسيس، فحتى لو تم توفير الصابون للتلاميذ فإنهم لن يستعملوه، أو في أحسن الأحوال قد يتعاملون مع هذا الأمر باستهتار في غياب المواكبة". ونبّه السحيمي إلى أنّ غياب حملات تحسيسية لتوعية التلاميذ بكيفية وقاية أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا يشكّل خطرا عليهم، مبزرا أنّ بعض التلاميذ يأتون بأقنعة "كمامات" إلى المدرسة ويعطونها لأصدقائهم لتجريبها، وهو ما من شأنه أن يؤدّي إلى نقل العدوى في حال كان أحد التلاميذ حاملا لفيروس كورونا.