قالت سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بالرباط إن "الذكرى ال75 لتحرير معسكر الاعتقال الألماني أوشفيتز لا تخص ألمانيا وحدها، بل المغرب أيضا"، موضحة أن "المغرب ينظر إلى إرثه اليهودي بافتخار، كما يشكل اليهود جزءا منها من المجتمع المغربي، والالتزام بهذا الموقف دافع عنه الملك الراحل محمد الخامس، الذي دافع عن اليهود المغاربة خلال فترة فرنسا الفيشية، ورفض تطبيق قوانين معادية لليهود، ورفض أيضا ترحيلهم القسري، ويجب استحضار هذا الموقف في ذكرى محرقة اليهود، حيث يعتبر محمد الخامس اليوم نموذجا، لا سيما إذا نظرنا إلى الأصوات التي واجهت معاداة السامية في العالم". وأكّدت سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بالرباط، في بيان لها بمناسبة تخليد الذكرى ال75 لتحرير معسكر الاعتقال الألماني أوشفيتز، أن "المغرب يعتز بالرافد اليهودي في الثقافة المغربية، حيث تجلى هذا مجددا في افتتاح الملك محمد السادس لبيت الذاكرة في مدينة الصويرة، والذي ساهمت ألمانيا في ترميمه"، مشيرة إلى أنه بهذه المناسبة قال السفير الدكتور غوتس سميث بريم إن "من دواعي الفرح والسرور أن أكون الدبلوماسي الوحيد الذي حظي بشرف المشاركة في افتتاح بيت الذاكرة". وأشارت السفارة الألمانية إلى أن "الذكرى ال75 لتحرير معسكر الاعتقال الألماني أوشفيتز تحلّ علينا اليوم (27 يناير)، باعتباره رمز لانكسار حضاري ذهب ضحيته ملايين القتلى من يهود أوربا"، مشيرا إلى أن أوشفيتز يمثل رمزا للمعاناة التي عاشها البولونيون والغجر وأسرى الحرب السوفيات، إضافة إلى أناس من جنسيات أوروبية مختلفة ذاقوا مرارة النظام الألماني النازي آنذاك". وأضاف البيان ذاته أن "ما عاناه الناس من جوع ومرض وعمل قسري وقتل غادر في غرف الغاز لا يمكن اختزال في كلمات، إذ إنه يجعلنا مغمورين بالحزن والأسى"، مؤكّدة أن "تذكر هذا الجرم وأفعال هؤلاء الجناة، وكذا إحياء ذكرى تليق بالضحايا مسؤولية لن يمحوها الدهر، وهو الأمر الذي لا يقبل المساومة، باعتباره جزءا لا يتجزأ من تاريخنا"، مضيفة أن "الوعي بهذه المسؤولية جزء أساسي من هويتنا الوطنية، ووعينا الذاتي كمجتمع متنور وحر وديمقراطي ودولة للقانون". وشدّدت سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بالرباط على أن "تذكر المحرقة يدفعنا في الوقت نفسه إلى النظر إلى الحاضر، حيث تنامت معاناة السامية في ألمانيا وفي أجزاء أخرى من العالم، وأصبحت تشكل تهديدا للديمقراطية وللمجتمع المنفتح، كما أنها تعبير عميق يعادي الديمقراطية وخطر يهددها على وجه العموم"، كما شدّدت السفارة الألمانية على أن "مواجهة معاداة السامية، سواء في ألمانيا أو في دول أخرى من العالم، هي دفاع عن التلاحم داخل المجتمع".