فوجئ مسؤولو الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بيعقوب المنصور بالعاصمة الرباط بمنع الأبواب المفتوحة، التي كانوا بصدد تنظيمها بشراكة مع شبيبة الحزب، ابتداء من مساء السبت، والتي كانت ستستمر ثلاثة أيام. إذ تلقوا أمرا شفويا بالمنع في اللحظة التي كانوا يستعدون فيها لنصْب خيْمة لاستقبال المواطنين بها والتواصل معهم. واضطر مسؤولو الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بيعقوب المنصور، بعد توصلهم بقرار منع الأبواب المفتوحة، التي دأبوا على تنظيمها نهاية كل سنة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلى حمل لافتة الإعلان عن النشاط الذي تعرّض للمنع، وألقوا كلمات عبروا فيها عن استنكارهم لقرار السلطات الذي اعتبروه "لا مسؤولا". وفي تصريح لهسبريس، قال محمد أمين الدهاوي، رئيس الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بيعقوب المنصور، إنه وزملاءَه في الكتابة المحلية قاموا بجميع الإجراءات والمساطر القانونية لتنظيم الأبواب المفتوحة، ووضعوا إشعارا لدى السلطات منذ يوم 18 نونبر الماضي، "لكننا اليوم نفاجأ بقرار منعٍ شفهي، دون أن نعرف سبب المنع"، يضيف الدهاوي، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذته السلطات بمنع نشاط الإطار الحزبي الذي ينتمي إليه "يضرب في الصميم ممارسة العملية السياسية والحريات العامة، لأن هذه السلوكات تشجع على تبخيس الممارسة السياسية وتنفير المواطنين منها، في الوقت الذي يدعو جلالة الملك الأحزابَ السياسية إلى القيام بدورها في تأطير المواطنين". وتهدف الأبواب المفتوحة، التي تنظمها الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بيعقوب المنصور، والتي بلغت هذه السنة دورتها الرابعة، إلى التواصل مع المواطنين، وتقديم حصيلة عمل الحزب، سواء على صعيد تسيير الشأن المحلي، أو حصيلته على المستوى الحكومي، وفق ما بيّن الدهاوي. وأضاف أن "قرار منع النشاط الذي كنا بصدد تنظيمه غير مفهوم وغير مسؤول، خاصة أن من بين غاياته التفاعل مع دعوة وزير الداخلية المواطنين إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية، وهو ضرب لمقتضيات الدستور، وإجراء معاكس للتوجيهات الملكية إلى الأحزاب السياسية بممارسة دورها في تأطير المواطنين"، مؤكدا أن قرار المنع "لن يثنينا عن المضي قدما في القيام بعملنا والتواصل مع المواطنين داخل مقرات الحزب وخارجها". من جهته، قال الحسن العمراني، النائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية للرباط، إن "الأبواب المفتوحة، التي كنا بصدد تنظيمها، تندرج ضمن منهاج حزب العدالة والتنمية في المساهمة والنهوض بالدور المنوط بالأحزاب السياسية لتأطير المواطنين"، مبرزا أن الحزب "ليس من عادته الدخول في مواجهة مع السلطة، لكننا نتمنى أن يكون قرار المنع هذا سلوكا معزولا". وبدت الصدمة واضحة على مسؤولي الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بيعقوب المنصور، بعد قرار السلطات منع الأبواب المفتوحة التي كانوا بصدد تنظيمها، والتي كان مقررا أن يحضرها وزراء من الحزب القائد للتحالف الحكومي وبرلمانيون. إذ التفّوا حول بعضهم وانخرطوا في حديث مشترك قبل أن يستسلموا لقرار المنع. الحسن العمراني الذي حاول تفادي الدخول في مواجهة مع السلطة، أوضح في كلمة ألقاها أمام عدد من المواطنين في حديقة وسط حيّ الأمل بالرباط أن قرار المنع نقله أعوان السلطة إلى المنظمين شفويا، ولم يتوصلوا بقرار منعٍ مكتوب. وزاد قائلا: "نتفهّم ونتقبّل بروح رياضية قرار المنع، لكن هناك مساطر وقوانين تنظم سير الأمور في البلد ينبغي احترامها، فهدفُنا هو الاستماع إلى المواطنين، ففيمَ يضُرّ ذلك؟". ولمّح مسؤولو الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بيعقوب المنصور بالرباط إلى أن منع النشاط، الذي كانوا يعتزمون تنظيمه، يندرج ضمْن التضييق الذي يتعرض له الحزب. إذ ذهب عبد اللطيف بنيعقوب، النائب البرلماني عن دائرة يعقوب المنصور، إلى القول: "هذا المنع يعود بنا إلى سنوات الرصاص، إذ كيف يُعقل أن يُمنع حزب مشارك في التدبير الحكومي والتسيير المحلي من تنظيم نشاط للتواصل مع المواطنين وإبراز حصيلته". بدوره، انتقد مولاي حفيظ مستعين، النائب الأول لرئيس مقاطعة يعقوب المنصور، قرار السلطات منع تنظيم الأبواب المفتوحة للكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية، قائلا: "مُنعنا من نصب الخيام ووضع التجهيزات، وهذا مؤسف، لأن المنع يأتي في الوقت الذي يطالب جلالة الملك بتأطير المواطنين، فكيف يمكن تأطيرهم في ظل مثل هذا المنع".