ما بناه حزب الحركة الشعبية بقيادة امحند العنصر دفاعا عن الأمازيغ هدمه رئيس فريق الحزب ذاته بمجلس النواب، الذي وجد نفسه في فوهة بركان "إيمازيغن" بعد اعتراضه على مداخلة باللغة الأمازيغية بحضور العثماني، وهو أول رئيس حكومة ووزير أول يتحدث بهذه اللغة بشكل رسمي. سلوك محمد مبديع خلال جلسة عمومية نقلها التلفزيون الرسمي أثار غضب زملائه في البرلمان، قبل أن يُخاطبهم بالقول: "إوا لا راه حنا مفهمنا والو"، مطالبا رئيس مجلس النواب بتوفير الترجمة تعميماً للفائدة. مبديع وضع البرلمان في موقف حرج بعد أن تساءل الكثير من النشطاء عن جدوى مصادقة النواب على القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية إذا كان البرلمان أول من يخرقه. المطالبة بتوفير الترجمة الفورية من وإلى اللغة الأمازيغية، كما ينص على ذلك القانون التنظيمي، لا تكون خلال الجلسات العمومية، حيث أضواء الكاميرات، بل عبر قنوات يمكن للنائب البرلماني المنتمي إلى الأغلبية الحكومية أن يسلكها ليضغط على البرلمان لكي يوفر الترجمة الضرورية حتى يتسنى للجميع فهم ما يقال. رئيس بلدية الفقيه بن صالح لأزيد من عقدين حاول أن يتدارك ما فعله بعد غضب "الحركيين" عليه، وأصدر بلاغاً يغطي الشمس بالغربال، ملقيا باللوم كعادة المسؤولين الذين يتعرضون للانتقاد بعد زلات لسانهم على وسائل الإعلام التي اتهمها بتغليط الرأي العام.