تلفّ رأس الشابة الفلسطينية نِعَم صالح الصوصة (18 عاما) كومة من الضمادات، حاول الأطباء من خلالها تثبيت فكيها المحطمين، وإخفاء فجوة في خدها الأيسر. وجه الشابة الصوصة اختفى خلف الضمادات، إلا عينيها اللتين كانتا ترمقنا بنظرات مليئة بالحزن والعجز والخوف من مستقبل مجهول ينتظرها. قصة الشابة نِعَم، وهي طالبة تدرس أنظمة المعلومات في جامعة "خضوري" في طولكرم، بدأت عندما باغتتها قنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلية، الذين كانوا يلاحقون الشبان المشاركين في وقفة تضامنية مع الصحافي معاذ عمارنة، عند مدخل الجامعة، فأصابتها في وجهها. وفي ردة فعل لحظية، حاولت الشابة أن تزيل قنبلة الغاز التي التصقت بوجهها، ما أدى إلى إصابتها بكسر في الفكين العلوي والسفلي، وتهتك في أنسجة الخد، إضافة إلى حرق في باطن كفها. في كل مرة نوجه سؤالا لأماني أبو غزالة، والدة الشابة الصوصة، حول ما جرى، كانت تقاطعنا بإيمائها برأسها للتعبير عن موافقتها أو رفضها لما نقول. والدة نعم أعادت شرح تفاصيل تلقيها خبر إصابة ابنتها أكثر من مرة، في محاولة لإقناع نفسها بما حدث، وكانت في كل مرة تردد عبارة: "أهم شي عندي إنها ترجع زي ما كانت"، في محاولة لمواساة نفسها. أخصائي جراحة الوجه والفكين في المستشفى الاستشاري في رام الله الدكتور علاء حسين، الذي فضل عدم الحديث في تفاصيل الإصابة أمام نِعَم لصعوبتها، قال: "الإصابة تسببت بكسور في الفكين العلوي والسفلي، وتهتك في أنسجة الخد وحروق. وأضاف الأخصائي الفلسطيني: "الإصابة ستترك علامة في وجه الشابة، بسبب وجود فتحة في الخد، سنعمل على ترميم المنطقة المصابة، لكن غالبا سيبقى هناك أثر". وأشار إلى أن نِعم ستخضع لعملية جراحية أخرى لتثبيت الكسور، وتدخلات جراحية أخرى حسب مقتضيات الحالة الطبية للمصابة. يذكر أن جامعة خضوري تتعرض لهجمات متكررة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تتعمد التواجد عند مداخل الجامعة وفي محيطها لاستفزاز الطلبة وملاحقتهم.