تتواصل الاعتصامات، اليوم الأربعاء، في عدد من المناطق اللبنانية بمشاركة كثيفة من الطلاب، احتجاجاً على عدم تلبية المطالب. وفي اليوم ال21 على التوالي، جابت مسيرات المحتجين من الطلاب عددا من المرافق والمؤسسات العامة في العديد من المناطق اللبنانية للمطالبة بتأمين مستقبل أفضل. ويطالب المحتجون بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة وإسقاط السلطة السياسية، والإسراع في إجراء الاستشارات النيابية وتسمية رئيس جديد للحكومة. وتجمع عدد من المحتجين أمام مصرف لبنان المركزي في العاصمة بيروت، فيما اعتصم متظاهرون من الطلاب أمام مبنى وزارة التربية وقطعوا الطريق، وسط تدابير أمنية، وكذلك نفّذ محتجون آخرون اعتصاماً أمام قصر العدل. وفي الأشرفية، جابت تظاهرة للطلاب فروع الجامعات في المنطقة وطالبوا بإقفالها، داعين زملاءهم إلى الانضمام إليهم. وتجمع عدد من المتظاهرين أمام مصرف لبنان في طرابلس، شمالي البلاد، ورددوا هتافات ضد السياسة المالية للمصرف، مطالبين "باسترداد الأموال المنهوبة". وبعدما تأكدوا من إقفاله، أكملوا مسيرتهم في أحياء المدينة. وفي حلبا، شمالي لبنان، أغلق المحتجون المراكز والمؤسسات الحكومية، واعتصموا أمام السراي الحكومي، بمواكبة أمنية من عناصر قوى الأمن الداخلي. ونفذ متظاهرون اعتصاماً أمام مؤسسة كهرباء لبنان في كورنيش النهر ببيروت، وأغلقوا أبوابها. وانطلق المحتجون من الطلاب في مدينة صيدا في تظاهرة جابت شوارع المدينة، ودعوا المرافق العامة والمصارف إلى الإقفال. ونفذ عدد من المعتصمين وقفة احتجاجية أمام مبنى اوجيرو في جونية (جبل لبنان)، وتوجهوا إلى مبنى مصرف لبنان محاولين تعطيل العمل به وقد رفعوا الأعلام اللبنانية. وقطع المحتجون الطرق الرئيسية في منطقة عكار، شمالي لبنان، وجرى إغلاق المدارس الرسمية والخاصة والمصارف وعدد من المؤسسات والمصالح الرسمية، حيث لم يتمكن الموظفون من الوصول إلى مقار أعمالهم. وكان رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، أعلن، الأسبوع الماضي، استقالة حكومته "تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية"، وذلك بعد 13 يوماً من الاحتجاجات الشعبية. ولم يدع رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، حتى الآن إلى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة.